ما الذى يبقيك يا دكتور جبريل
لم تشهد البلد ازمة اقتصادية بهذا الشكل الذى نعيشه الان ، ومهما قست الاوضاع ، وضاقت بالناس الأمور ، فإن ما يعيشونه الان يبقى غير مسبوق على جميع الاصعدة ، بلا خلاف ، وقد بلغ التدهور حدا ان اقرت العديد من الجهات الرسمية بعجزها عن أداء دورها فى ظل الفشل الذريع لوزارة المالية فى الوفاء بالتزاماتها حتى بخصوص الفصل الأول الذى لن يتصور اى احد ان يطاله العجز ، والذى هو الفشل بعينه ، والذى يوجب التنحى الفورى للسيد وزير المالية الدكتور جبريل ابراهيم ، وهو فى موقع من يعتب عليه غالب الناس ، وسواء كانوا محقين فى عتبهم على الرجل ام لا فإنه يظل المسؤول المباشر عن القصور الكبير الذى تعانى منه الوزارة ، مما جعلها تفشل فى توفير المرتبات ، ناهيك عن تسيير المؤسسات ، وصولا إلى بند التنمية ، الذى بات لايسال عنه احد الان ، إذ إن الفشل فى تغطية المرتبات يعنى انه ليس هناك اى شيئ ، وهذا هو الانهيار بالضبط ، ولاندرى ما الذى يبقى الدكتور جبريل فى منصبه بعد هذا الذى يحدث.
الخبير الاقتصادى البروفيسور محمد شيخون رسم صورة قاتمة لما ينتظرنا الفترة المقبلة ، متخوفا من مواصلة عجز السلطة فى الإيفاء بمرتبات العاملين.
وفى نهاية شهر يناير المنصرم تأخرت وزارة المالية فى توفير مرتبات العاملين ، لكن العديد من الناس وباشارات من المسؤولين ، ظنوا ان الامر متعلق بتاخر تخويل الصرف على الموازنة ، إذ فى كل عام يتوقف الصرف حتى نهاية الأسبوع الثالث من الشهر ثم تعود الامور لتمضى على طبيعتها ، وفى هذا العام ظن الناس ان التأخير حتى نهاية الشهر امر طبيعى وسينتهى وتعود الأوضاع إلى طبيعتها ، وينتظم صرف المرتبات والتسيير لكن انتهى فبراير ولم تصل المرتبات ، ليعم القلق وخوف الانهيار كل البلد ، وكشفت تقارير عن عجز السلطة للشهر الثاني على التوالي فى الوفاء بتوفير المرتبات.
الدكتور شيخون وصف الوضع الاقتصادي بأنه خانق ، ويمر بأزمة عميقة ، أشبه بالانهيار الاقتصادي.
وقال إن هناك عجزاً في ميزان الإيرادات تسبب في تأخر صرف المرتبات ، ولفت إلى أن السياسات الاقتصادية تعتمد على فرض الضرائب الباهظة على سلع كالوقود مما قلل من حجم شرائه ، كما يعتمد على طباعة النقود التي بدورها ترفع من حجم التضخم.
وأوضح أن عجز الدولة في صرف مستحقات العاملين الشهرية سيتواصل في كل شهر ، لأن الموازنة لا تعتمد على موارد حقيقة سوى الضرائب ، وسوف يتسع هذا العجز.
وتوقع أن تشهد الشهور المقبلة أزمة خانقة في الاستحقاقات المالية للعاملين ، وقد تصل إلى مرحلة الفشل في سدادها من قبل السلطة .
سليمان منصور