أخبار السودان :
البرهان وحميدتى.بعض خفايا الخلاف
كثر الحديث اخيرا عن احتدام الخلافات بين الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتى)
البعض تحدث عن أن الخلاف بين الرجلين ليس جديدا ، لكنه تطور وانذر بالاسوا بعد التوجه الواضح للفريق البرهان إلى تشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة ، وهو ما فهم منه حميدتى ، ويتفق معه مراقبون فى الساحة ، انه يشكل تقليصا لنفوذ الجنرال حميدتى ، وإنهاء لدور متعاظم ظل الرجل يقوم به مسنودا بقوة عسكرية على الأرض ، من خلال استقلال قوات الدعم السريع وامساكه التام وسيطرته عليها ، بحيث يسمح له ذلك بتوجيهها حيث يشاء ، هذا اضافة إلى المقدرة المالية الكبيرة للرجل التى تمكنه من التاثير على كثير من الملفات ولو عن طريق شراء بعض المتنفذين على أكثر من جبهة ، هذا التوجه الذى يريد الفريق البرهان ان يمضى عليه ليس فقط لم يقبل به الفريق حميدتى ، وإنما سعى وما زال يسعى إلى تعطيله حتى يحافظ على بعض ما يتمتع به من قوة سيضعفها البرهان ان نفذ مايريد.
ومن المتوقع ان يقوم الفريق البرهان بتشكيل هذا المجلس بعد ان يتم تكوين الحكومة المدنية وخروج المكون العسكرى من إدارة البلد ، وبقيام المجلس الأعلى للقوات المسلحة فان البرهان يريد أن يبقى على سيطرة للجيش تتعلق بالملفات العسكرية والأمنية ويترك للحكومة ادارة الشأن المدنى ، ومن المعروف ان اضطلاع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بهذا الدور يمكن أن يرضى حميدتى ويجعله شريكاً فى الحكم ان كان ذا حظوة فى إدارة هذا المجلس لكن وطالما ان الفريق البرهان وعموم ضباط الجيش يعتبرون ان عضوية هذا المجلس يجب أن تقف عليهم حصرا ، وان قبلوا بمشاركة حميدتى فيه فلتكن صورية ولاتتعدى الشكليات ، لذا فان حميدتى يرى فى هذه الخطوة بشكلها المقترح ابعادا له وتحجيما لدوره ان لم نقل إنهاء له ولطموحاته الواسعة التى رسمها لنفسه ولقواته.
جدير بالذكر ان المقترح الذى يتوقع ان يمضى عليه العسكر ان يضم المجلس القيادات العسكرية في الجيش والمدير العام للشرطة والمدير العام لجهاز المخابرات العامة وقائد قوات الدعم السريع لكن الاخير فهم ان الامر فيه تقليص لدوره ووضع حد لصلاحياته بعد ان تم وقف التقارير الأمنية والدبلوماسية والجنائية التي كان يتلقاها بصورة روتينية ، وسحب ملف السلام من مسؤولياته ليتولاه البرهان بنفسه ، وقد اتضح له ما يراد به بعد مشاركة البرهان في توقيع النسخة المحدثة من اتفاق السلام مع الحركات المسلحة في جوبا مؤخرا إذ وقع كباشي نيابة عن الحكومة بدلا عن حميدتي الذي وقع النسخة الأولى مع الحركات في أكتوبر 2020.
هذه – بحسب بعض المراقبين – جزء من خفايا خلافات الرجلين وربما هناك ما لم ينشر ، وحتما هذا صحيح ،. والله اعلم
سليمان منصور