هذا ليس من حقك يا برهان
كثر الكلام عن الحدود التى يجب ان يلتزم بها الفريق القائم على امر الحكومة الحالية ، – واى حكومة فى ظرفها – باعتبارها حكومة انتقالية عليها فقط القيام بواجب تصريف الأعمال ، وليس من حقها تأكيدا القيام باى دور لا يلتقى مع مهامها ووظيفتها المحددة المنصوص عليها في القانون. وقد تحدث كثيرون – سابقا والان – حول هذا الموضوع ، وابانوا بكل وضوح انه ليس من مهام الحكومة الانتقالية ابدا الدخول فى مسألة اقامة علاقات مع دويلة الاحتلال الاسرائيلى الغاصب لارضنا المحتلة فى فلسطين ، باعتبار ان هذه مسألة مصيرية لاتقرر فيها حكومة غير منتخبة ولاتحوز على تفويض شعبى يخولها ذلك. ومع كثرة الكلام فى هذا الموضوع ، وكثرة الأفراد والمؤسسات الذين يتبنون هذا الراى الواضح ، ومع كثرة التعبير عن هذا الموقف من قطاعات شعبية مختلفة الا ان الفريق البرهان وزمرته مصرون على المضى قدما فى هذا الطريق الوعر غير عابئين بما سينتج عن مسيرهم هذا ، غير ملتفتين الى المعارضة الشعبية المتصاعدة ضد التطبيع ودعاته ، لو انهم اتبعوا القول بالعمل وتورطت البلد فى مشىروعهم الخاسر لاسمح اللهومن التجاوزات الكبرى للبرهان ورهطه سعيهم لاتمام عملية التطبيع بالرغم عن المعارضة الظاهرة من الشعب فى قطاعات واسعة منه لهذه الخطوة ، هذا فضلا عن انهم اصلا غير مخولين باتخاذ هكذا قرار.. التقى البرهان بالمجرم نتنياهو فى أوغندا 2020 تجاوزا ، واستقبلت الخرطوم وفودا عسكرية وأمنية وسياسية إسرائيلية تجاوزا ، واتفقت حكومة البرهان مع الصهاينة على عدد من القضايا تجاوزا ، وسافرت وفود سودانية إلى الاراضى المحتلة تجاوزا ، ومؤخرا حل بالخرطوم الإرهابى المتطرف وزير خارجية العدو ايلى كوهين ومرافقوه تجاوزا ، والتقوا البرهان ورهطه تجاوزا ، وأعلن عن قيام وفد سودانى بزيارة الاراضى المحتلة ، وكل هذا تجاوزا ، ولم تقف الخطوات عند هذا الحد ، وإنما أعلن عن محادثات سودانية إسرائيلية بـ”تل أبيب” تشمل فتح سفارات ، فقد كشف موقع “واي نيت نيوز” العبري عن زيارة وشيكة لوفد سوداني رفيع لإسرائيل لمناقشة الاستعدادات النهائية لتوقيع اتفاق التطبيع بين البلدين في واشنطن.وبحسب الموقع العبري سيلتقي وزير الخارجية الإسرائيلية ، إيلي كوهين الذي يقود الاتصالات مع السودان بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين.ووفقاً للموقع فإن الاختراق الضخم في العلاقة بين الخرطوم وتل آبيب جاء بوساطة أمريكية.فيما أكد السفير الإسرائيلي ألفي بازلر للموقع أن الطرفين سيناقشان افتتاح سفارات في كل من تل أبيب والخرطوم.وقال بازلر الذي عمل سفيراً لإسرائيل في كل من إيطاليا وفرنسا ان الاجتماعات ستناقش فتح السفارات في تل أبيب والخرطوم وتطوير هذه العلاقة التي قمنا بزراعتها تحت الأرض لسنوات والآن ولأول مرة سنكون قادرين على ضم السودان رسمياً لاتفاقيات إبراهام”.وأضاف: “بالنسبة السودان وإسرائيل فوائد التطبيع ستكون ضخمة إذ يمثل السودان لإسرائيل مدخلاً دبلوماسياً لإفريقيا وممراً تجارياً مُهماً فضلاً عن كونه درع ردع للتهديد البحري الإيراني في المنطقة”.وفي ذات السياق أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت أنّ وفدًا سودانياً رفيع المستوى سيصل تلّ أبيب الأسبوع الجاري لإكمال عملية السلام بين الجانبين، الإسرائيلي والسوداني، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى الخرطوم قبل أسبوع..انها مجموعة من التجاوزات يا برهان، ولابد من وضع حد لها ، وتعلم انت ومن معك انكم مخطؤون واهمون خاسرون.
سليمان منصور
short_link:
Copied