في الوقت الذي تسرّع فيه دولة الاحتلال جهودها لاستقدام الآلاف من يهود روسيا وأوكرانيا إليها، فقد بدأ وزير الاستيعاب الإسرائيلي الجديد أوفير سوفير رحلته الأولى إلى العاصمة الفرنسية باريس؛ بهدف دفع جهود جلب المهاجرين اليهود من الدول الغربية، وليس فقط من دول الاتحاد السوفيتي السابق، ومن المتوقع أن يلتقي بقادة الجالية اليهودية، وعرض عليهم الإجراءات التي تبدأها وزارته من أجل تسهيل الهجرة من فرنسا باتجاه دولة الاحتلال.
آريئيل كهانا، مراسل صحيفة “إسرائيل اليوم”، ذكر أن “سوفير بدأ أول رحلة عمل له إلى فرنسا، وأكد مساعدوه أن اختيار دولة غربية ليس من قبيل الصدفة، ويعبر عن ترتيب جديد للأولويات في مجال الهجرات اليهودية والاستيعاب، في ظل التوجه الإسرائيلي الجديد بتعزيز الجهود لجلب المهاجرين اليهود من الغرب، وليس فقط من دول الاتحاد السوفيتي السابق. وفي الأيام المقبلة، سيلتقي سوفير برؤساء الجالية اليهودية في فرنسا، ويقدم لهم الإجراءات التي ستتخذها وزارته، لتسهيل استيعاب يهود فرنسا في إسرائيل”.
وأضاف في تقرير ترجمته “عربي21” أن “الوزير الجديد يرى أن السياسات التي تبناها أسلافه من حزب يسرائيل بيتنل لم تتخذ إجراءات مهمة لزيادة عدد المهاجرين من فرنسا بعد الهجمات الشديدة هناك في العقد الماضي، ما شكل خطأً تاريخيًا، ويعكس اختيار سوفير لافتتاح ولايته بزيارة إلى فرنسا نيته في تحويل جهود الدولة لجلب المهاجرين إلى إسرائيل، ليس فقط من الدول الناطقة بالروسية، مثل أوكرانيا وروسيا، ولكن من الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة”.
وأكد أن “الوزير ما زال يصوغ خطط عمله للسنوات القادمة، ما سيجعل تحويل التركيز إلى الدول الغربية يعكس تحولا كبيرا عن السياسة التي تبناها معظم وزراء الهجرة والاستيعاب في العقود الأخيرة، حيث وجه انتقادات حادة إلى الوزراء السابقين الذين أسهموا في الحدّ من معدل هجرة غير اليهود إلى إسرائيل، نتيجة تصرفات وزارة ليبرمان، المسؤولة وحدها عن الهجرة من الدول العالمية”.
وأوضح أن “سوفير أبلغ من حوله في محادثات مغلقة أنه ملتزم باستمرار الهجرة اليهودية من أوكرانيا وروسيا، مع العلم أنه مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، ذهب إلى منطقة الحرب كعضو في الكنيست لفحص إجراءات الحكومة عن كثب لجلب المهاجرين من هذه المناطق، لكنه بعد سنوات عديدة من التركيز على هجرة يهود الاتحاد السوفياتي السابق، فإن الوزير الجديد يعتز تحويل التركيز إلى يهود الدول الغربية”.
تكشف هذه التوجهات الجديدة أن دولة الاحتلال تعاني تراجعا لافتا في أعداد المهاجرين القادمين من الدول الغربية لصالح أولئك ذوي الأصول الروسية والأوكرانية، مع أنه تجدر الإشارة إلى أنه ما دامت الحرب الروسية الأوكرانية تتفاقم، ولا يبدو أن هناك أفقًا قريبًا لتوقفها، بل إمكانية تصاعدها، فإنها ستنعكس على أعداد المهاجرين اليهود من روسيا إلى دولة الاحتلال، بحيث سوف تسجل قفزة في معدلاتها، من بضع مئات إلى آلاف إلى عشرات الآلاف، والعدد مرشح للتصاعد مع ازدياد حدة الحرب والقتال.
المصدر: عربي21