دافع وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو في مذكراته التي صدرت الثلاثاء، عن السعودية بشدة في جريمة قتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي، ما أثار سجالا كلاميا مع فريد رايان، المدير التنفيذي لصحيفة “واشنطن بوست”، التي نشر فيها خاشقي مقالات رأي منذ عام 2017.
ولم يعارض بومبيو في كتابه مسؤولية السعودية عن جريمة قتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول التركية عام 2018، حيث كتب: “هذه المجزرة المروعة كانت شائنة وغير مقبولة ومروعة وحزينة وحقيرة وشريرة ووحشية وبالطبع غير قانونية”.
أضاف: “لكن ذلك لم يكن مفاجئا، ليس بالنسبة لي على أية حال. لقد شهدت ما يكفي في الشرق الأوسط لأدرك أن هذا النوع من القسوة كان أمرا روتينيا للغاية في هذا الجزء من العالم”.
في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي السابق أن خاشقجي لم يكن صحفيا، مهاجما وسائل الإعلام التي حولته إلى “بوب وودوارد السعودي (في إشارة للصحفي الأمريكي الشهير الذي كشف ووترغيت) الذي استشهد لانتقاده الشجاع للعائلة المالكة السعودية من خلال مقالات الرأي التي نشرها في صحيفة واشنطن بوست”.
وتابع: “في الحقيقة، كان خاشقجي ناشطا دعم الفريق الخاسر في معركة أخيرة على العرش في المملكة العربية السعودية، ولم يكن سعيدا بنفيه”.
وذكر أن “تعبير جمال خاشقجي العلني عن حزنه على مقتل أسامة بن لادن يظهر على الأقل، وضعًا أكثر تعقيدا بكثير مما تم الاعتراف به، لم يكن يستحق الموت، لكننا بحاجة إلى أن نكون واضحين بشأن هويته وكثير من الناس في وسائل الإعلام لم يكونوا كذلك”.
وكان بومبيو قد قام بزيارة في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 إلى الرياض بعد أيام من مقتل خاشقجي، الصحافي والكاتب السعودي الذي عاش في الولايات المتحدة ونشر مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست تنتقد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وكانت وثائق لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” التي قادها بومبيو في السابق ورُفعت عنها السرية من قبل الرئيس جو بايدن قد كشفت أن ولي العهد السعودي أمر بالتخلص من خاشقجي الذي تم استدراجه إلى قنصلية السعودية في إسطنبول وقتله.
وأثار هذا الموقف انتقادات ناشر صحيفة واشنطن بوست ورئيسها التنفيذي فريد رايان، الذي قال في بيان عبر “تويتر”، إن بومبيو “ينشر الأكاذيب الدنيئة لمحاولة بيع المزيد من نسخ كتابه”، معتبرا أنه “أمر مروع ومحبط أن نرى كتاب مايك بومبيو يحرف بشكل شائن حياة وعمل كاتب العمود في واشنطن بوست جمال خاشقجي، كما خلصت وكالة الاستخبارات المركزية التي أدارها بومبيو ذات مرة إلى أن جمال قُتل بوحشية بأمر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”، بحسب قوله.
وأضاف أن الصحفي الراحل “كانت جريمته الوحيدة هي فضح الفساد والقمع بين من هم في السلطة، وهو العمل الذي يقوم به الصحفيون الجيدون في جميع أنحاء العالم كل يوم، وكرس نفسه لقيم حرية التعبير والصحافة الحرة والتزم بأعلى المعايير المهنية”.
وتابع ريان: “لهذا التفاني، دفع الثمن، إنه لأمر مخز أن ينشر بومبيو الأكاذيب الدنيئة لإهانة حياة الرجل الشجاع والتزامه بالمبادئ التي يعتز بها الأمريكيون كحيلة لبيع الكتب”.
وفي المقابل، رد بومبيو، عبر حسابه على “تويتر”: “الأمريكيون أكثر أمانا لأننا لم نطلق على السعودية دولة منبوذة، لم أترك وسائل الإعلام تتنمر علي أبدا، وبسبب شخص ما يعمل بدوام جزئي في واشنطن بوست لا يجعل حياته أكثر أهمية من جيشنا الذي يخدم في أماكن خطرة ليحمينا جميعا، لم أنس ذلك أبدا”.
بدورها،أعربت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي على “تويتر” عن “ذعرها وغضبها”، قائلة إن بومبيو “تحدث دون احترام أو إنسانية عن شخص قُتل بوحشية”.
وأضافت: “ما فشل في قوله تمامًا هو أنه يجب أن تكون هناك عدالة وحقيقة”، مضيفة أنه “بدلاً من ذلك، تعطي كلماته الضوء الأخضر لمزيد من جرائم القتل؛ يؤكدون أنه لن تكون هناك عواقب للقتلة، فقط الإهانات للقتلى وأحبائهم”.
المصدر: عربي21