تعاظم الحضور الاسرائيلى فى أفريقيا
لإسرائيل أولوية كبرى للتغلغل فى أفريقيا ككل ، وتسعي للسيطرة على مناطق مهمة ومؤثرة ، او على الاقل التواجد فيها ، مثل باب المندب ، ومضيق جبل طارق ، وذلك لتعزيز تجارتها ، وزيادة نفوذها ، كما تسعى إسرائيل أيضا إلى بيع التكنلوجيا الزراعية إلى العديد من الدول الأفريقية وهذا يضمن لها التواجد بشكل مستمر في هذه المناطق تحقيقا للمزيد من مصالحها ، ومن الواضح أن إسرائيل تطمع فى موارد القارة البكر التى تنعم بها وتسعي لسرقتها ، وايضا نعرف ان إسرائيل تحاول العمل مع عدد من الحكومات في هذه البلدان حتى تثبت لها موطئ قدم في القارة.
فاثيوبيا مثلا كانت اول بلد أفريقي اقامت فيه إسرائيل بعثة دبلوماسية كبري مقارنة مع غيرها من البعثات الأخرى ، وكانت لها قنصلية أيضا ، كاول سفارة وقنصلية لإسرائيل في بلد أفريقي واحد ، وكان ذلك في العام 1956 ، وكما البعثة الدوبلوماسية الأمريكية في أديس اباب كانت الإسرائيلية ، فهما الأكبر في البلد مقارنة مع رصيفاتهما الآخريات ، وفي عهد الإمبراطور هيلاسلاسى تم الاتفاق مع الصهاينة على تدريب الجيش الإثيوبي وتواجد في أديس أبابا مائة ضابط اسرائيلى ، وبعد إثيوبيا جاءت كينيا وأفريقيا الوسطى لتقيم علاقات مع العدو الصهيونى.
وفي الستينات ومع نيل العديد من الدول الأفريقية استقلالها تشكل تجمع يضم الأفارقة والاسيويين لمناهضة الصهيونية ومناصرة فلسطين ، وايضا لرفض سياسة الفصل العنصرى في جنوب أفريقيا ، واعتبار الحكومة الإسرائيلية وحكومة بريتوريا العنصرية وجهان لعملة واحدة ، وهذا جعل غالب الأفارقة يقفون بقوة ضد اسرائيل ويقطعون العلاقات معها ويدعمون فلسطين لكن كانت زيارة الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات لفلسطين المحتلة وتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد برعاية أمريكية ، كانت هذه الحادثة نقطة فارقة في مسيرة العلاقات الأفريقية الاسرائيلية إذ سعت العديد من الدول الافريقية الى إنهاء القطيعة مع إسرائيل معتبرة ان هذه الزيارة بمثابة إنهاء لحالة القطيعة العربية مع إسرائيل ، وطالما ان العرب قد طبعوا علاقاتهم مع اسرائيل فليس هناك ما يمنع الأفارقة من ذلك.
وتقول التقارير ان 46 دولة أفريقية تقيم علاقات بشكل او اخر مع إسرائيل اليوم ، وهذا مخالف لفترة القطيعة الأفريقية مع إسرائيل ومساواة الصهيونية مع العنصرىة وتأييد الشعب الفلسطينى لنيل استقلاله.
وتنشط إسرائيل اليوم في القارة في أكثر من مجال فكما تعمل في بيع التكنلوجيا الزراعية تسعى أيضا لتكون الأولى فى تجارة الألماس وتنشط الشركات الإسرائيلية في عدد من الدول الأفريقية وتاتى جمهورية الكونغو في أول القائمة المستهدفة إسرائيليا لسرقة مواردها من الألماس وغيره.
هذه بعض الاضاءات على عربدة اسرائيل فى القارة الأفريقية.
سليمان منصور