العنصرية الوجه الاخر للمجتمع الفرنسي
كان تصرفا قبيحا ومستهجنا ان يتعرض بعض لاعبي المنتخب الفرنسي لاساءات عنصرية واسفاف بالغ في الكلام بعد رجوعهم إلى بلادهم من مونديال قطر وفد خسروا في المباراة النهائية امام الأرجنتين بركلات الترجيح واضاعوا امل ملايين الفرنسيين بالتتويج الذي كانوا يرونه قريبا.
ومع التأكيد على أن الرياضة أخلاق وقيم ، وان كرة القدم كغيرها من الرياضات هي فوز وهزيمة ، ومع اشادة الكثيرين وعلى رأسهم الرئيس ماكرون بلاعبي المنتخب الذين ادوا بصورة جميلة وكادوا ان ينالوا اللقب ، مع ذلك خرج عديدون عن حدود اللياقة والادب وهم يتصرفون بلا أخلاق مع بعض لاعبيهم خصوصا الذين اضاعوا ضربات الجزاء ومن سوء الحظ ان هؤلاء الذين لم يوفقوا في التسديد كانوا من أصول أفريقية الشيئ الذي أظهر عنصرية بعض الفرنسيين وافتقادهم للأخلاق وبعدهم عن الاحترام وهم يشتمون بعض النجوم الذين اسهموا مع زملائهم الآخرين في وصول المنتخب إلى المباراة النهائية ونسوا لهم انهم حققوا الانتصارات السابقة وهذا سوء خلق.
ولا ندري هل نسي العنصريون في فرنسا ان المنتخب الذي افرحهم ونال كأس العالم في روسيا 2018 يشكل الفرنسيون من أصول أجنبية نسبة 77 ٪ منه ، وهذا يعنى ان الإساءة إلى المهاجرين والتلفظ بألفاظ عنصرية وغير لائقة في حقهم إنما هي إساءة إلى غالب الفرنسيين.
وكم كان محزنا وغير محترم انبعاث أصوات الكراهية والعنصرية التي ضجت بها منصات التواصل الاجتماعي ضد بعض لاعبي المنتخب الذين اضطروا إلى الحد أو إلغاء التعليقات الموجودة في منشوراتهم على إنستغرام حتي تختفي مشاركاتهم ولا يثيروا حفيظة العنصريين فيكثروا من الاساءات بحقهم.
وقد تعرض كل من تشواميني، وكولو مواني، وكينغسلي كومان، للإهانات العنصرية على صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الهزيمة أمام الأرجنتين.
وبحسب متابعين فقد ركزت الإهانات على نشر رموز تعبيرية على شكل غوريلا أو قرد وعبارات مثل “الأفارقة القذرين” و”الزنوج” و”العبيد”.
وزيرة الرياضة أميلي أوديا كاستيرا نددت بالتعليقات العنصرية ضد لاعبي المنتخب الفرنسي وعموم الأفارقة وقالت في تغريدة لها تعقيبا على هذه الحملة العنصرية : “هذا أمر مخزٍ. ادعم بشكل كامل كومان وجميع اللاعبين الذين وقعوا ضحايا للتعليقات العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي التي لا مكان لها في كرة القدم أو في أي مكان آخر”.
وتذكّرنا هذه التصرفات الغير أخلاقية بالعنصرية التي استهدفت كيليان مبابي بعد ركلة الجزاء الضائعة والتي أدت إلى إقصاء فرنسا أمام سويسرا في دور الـ16 من يورو 2021.
كما كان حارس المرمى هوغو لوريس، البالغ من العمر 35 عاما، هدفا لرسائل الكراهية العلنية من خلال مقاطع فيديو كاريكاتيرية وتعليقات من قبيل “أبيض قذر” و”ابن العاهرة” و”أسوأ حارس مرمى في تاريخ تسديد ضربات الجزاء”.
وقد أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم تقديم شكوى ضد كل من علّق بتصريحات عنصرية على منصات التواصل الاجتماعي ضد العديد من لاعبي المنتخب الفرنسي.
وكتبت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية : ترك المتصيدون المثيرون للاشمئزاز سلسلة من الرموز التعبيرية على حسابات الثلاثي وعدد من التعليقات المهينة ، ودفعت التعليقات تشواميني وكولو مواني إلى تعطيل حساباتهما لفترة وجيزة.
وقالت الانباء : اضطر ثلاثي المنتخب الفرنسي لكرة القدم كينغسلي كومان، وأوريليان تشاويميني، وراندال كولو مواني إلى إغلاق خاصية الرسائل والتعليقات على حساباتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام بسبب الكم الهائل من الرسائل والتعليقات العنصرية التي أرسلت إليهم منذ هزيمة منتخب فرنسا في نهائي كأس العالم أمام الأرجنتين.
وهذه الحملة العنصرية التي يتعرض لها لاعبو منتخب فرنسا تعيد إلى الأذهان ما تعرض له أيضا رباعي منتخب إنجلترا، بوكايو ساكا وماركوس راشفورد وجادون سانشو، الذين أضاعوا جميعًا ركلات الجزاء في خسارة إنجلترا أمام إيطاليا في نهائي يورو 2022، إذ تعرضوا للإساءة العنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
سليمان منصور