يلزم ان نقف معا بوجه التطرف
ليست هذه هي المرة الأولى التي نجد أنفسنا محتاجين إلى الكتابة عن التطرف وخطورة الإقصاء والخوف من تحول بلادنا لاسمح الله إلى ساحة ينشط فيها التطرف ، وتصبح بؤرة للارهاب ، ولن تكون هذه هي المرة الأخيرة ، وسنظل نطرق على هذا الموضوع ما دامت بلادنا مهددة بهذا الداء ، متمنين ان يتحد الجميع ، ويقفوا صفا واحدا بوجه التطرف والإقصاء وفرض الراي بالقوة ، كما تسعي بعض الجماعات الي ترسيخ هذا المنهج الخطير ، والذي سيترك اثارا وخيمة علي الجميع ، وتجارب البلدان التي استفحل فيها هذا المرض خير شاهد على ما نقول ، وهي ليست بعيدة عنا ، وما لم نقف بقوة في وجه هذا الخطر ، ونعي ما يمكن ان يلحق بنا ان اتسعت دوائره ، فان التعايش السلمي ، والقبول بالاخر ، والسلام المجتمعي كصفات لشعبنا ستكون هي الضحية لاسمح الله.
تحدثنا في هذه المساحة من قبل عن خطورة ارتفاع صوت الإرهاب والدعوة للعنف ببلادنا ، ودعونا إلى ضرورة التصدي لأي محاولات يمكن أن تقود – لاسمح الله – إلى ما لاتحمد عقباه ، ونكرر هنا نفس ماقلناه هناك ، ونؤكد عليه ، بل نشدد على ذلك متمنين ان ينتبه الجميع الى خطورة ما ستؤول اليه الامور بالبلد قبل أن يصعب العلاج.
ونجدد اليوم الحديث متخوفين من انفراط الأمور لا سمح الله ، فبعد ان ظهرت راية داعش في شوارع الخرطوم ، وبعد أن سمعنا التكفيري مختار بدري يكفر من يقبل بدستور المحامين ، ها نحن نسمع للتيار السرورى التكفيري يرفع صوته مهددا السلم والامن المجتمعي في بلادنا ، فأحد قادة هذا التيار ، واحد أبرز دعاة الفتنة في البلد الدكتور محمد الأمين إسماعيل ومن المسجد يصرخ مهددا بأنهم جاهزون لتقديم رقابهم فداء للدين داعيا إلى مواجهة من يتبنون رؤية سياسية يحكم عليها بأنها مخالفة لقواعد الدين ، متوعدا بان الموت أقرب من اقرار هذا الأمر ، وهذا بلا شك خطر كبير حذرنا منه ، فالاقصاء والتخوين والتكفير ستودي بنا الى المجهول.
وعلى خطي الدكتور محمد الأمين سار متطرف اخر بل هو أكثر تطرفا منه ، وهو الدكتور محمد على الجزولى ، الذي بايع داعش علنا من قبل ، ومن منبر صلاة الجمعة في مسجده بالخرطوم دعا إلى مناصرة التنظيم ، ودافع عنه من خلال الصحف ، وقد خرج علينا هذه المرة من مدينة القضارف مرسلا رسالة مفادها ان الموت أقرب من هذا الطريق ، ويقصد به ما قرر خصومه السياسيون السير عليه ، وهذه لعمرى الطامة الكبرى والنازلة العظمى ، وما لم نكن على قدر المسؤولية فان الخطر سيتهددنا جميعا ، وسيصبح السودان ساحة يمرح ويسرح فيها الإرهابيون ، وربنا يستر على الجميع.
سليمان منصور