مشروع الهواد ينذر بتفجر أزمة كبري
حديث كثير جري حول مشروع وادي الهواد الزراعي وما يمكن أن تجنيه البلد من فوائد من هذه الأرض البكر الواسعة سهلة الري ، لكن عمت خشية واسعة من تفجر أزمة كبري حول هذا الموضوع ، ونشوب نزاع بين مكونات اجتماعية ظلت لعقود تعيش معا في سلام.
ونقف باختصار على تعريف بالمشروع
، ففي مساحة قدرت ب حوالي 2.4 مليون فدان يمكن أن يقوم مشروع الهواد الزراعي المقترح ، ويعتبر من أكبر الوديان التي تشق سهل البطانة من الشرق إلى الغرب ، وينتهي مصبه عند نهر النيل بالقرب من منطقة كبوشية ، وتمثل أراضيه قيمة اقتصادية عالية الخصوبة لممارسة الزراعة.
وسيكون مشروعا قوميا رديفا لمشروع الجزيرة ، في أرض يقول المختصون انها اخصب الأراضي وأسهلها ريا واقلها تكلفة وأكثرها إنتاجا ان شاء الله.
وتم الإعلان قبل أيام ان مجموعة “الظاهرة الزراعية القابضة” الإماراتية سوف تستثمر مليار دولار في المرحلة الأولى بمشروع وادي الهواد، على أن تصل التكلفة إلى 10 مليارات دولار في المراحل المقبلة
وأوضحت شركة التزامها بتخصيص أسهم لملاك الأراضي ، بهدف استيعابهم في استثمارات المشروع بطريقة منصفة.
ويعول السودان كثيرا على هذا المشروع الاستراتيجي لتحقيق التنمية المستدامة ، حيث تم وضع هذا المشروع على رأس قائمة المشاريع التي تم طرحها في مؤتمر باريس في مايو 2021.
ويعد المشروع نموذجا جديدا في البلاد لمعالجة إشكالات التنمية المتكاملة والاستثمار الزراعي، ويمكن تطبيقه في مناطق أخرى بالبلاد.
ويستهدف المشروع 50 ألف شاب وشابة من مختلف أنحاء السودان، عبر تخصيص 250 ألف فدان زراعي لهم في القطاعين الزراعي والحيواني والتصنيع والتدريب وصقل المهارات في الحقل، وكل ما يرتبط بهما من عمليات الري وتحضير الأرض والإنبات والتسميد ومكافحة الآفات والحصاد وإدارة الأعمال والتشغيل والتصنيع والتسويق.
وقالت الحكومة إن مشروع السودان القومي في منطقة الهواد أكبر من مشروع الجزيرة للري الانسيابي، مؤكدة أن امتداداته المستقبلية الشرقية حتى أطراف مشروعي الجنيد والرهد، بالإضافة إلى المشاريع القومية القائمة (الجزيرة، الجنيد، الرهد) ومشاريع سكر سنار وأبو نعامة والسوكي.
وأضافت انه بدون احتساب سهول الزراعة الآلية المطرية بولاية القضارف، فإن تلك المشروعات مجتمعة تشكل معبرا قوميا عملاقا للتنمية يخترق ست ولايات: نهر النيل، الخرطوم، كسلا، القضارف، الجزيرة، سنار، بمساحة تتجاوز 12 مليون فدان.
ونقول ان مشروعا بهذه الاهمية يلزم حرص الجميع على قيامه ودعمهم له ، وحتي يصبح واقعا معاشا ويتحول الحلم إلى حقيقة يجب إزالة كل العوائق عن طريقه ومعالجة اي اشكال يمكن أن يتطور لاحقا إلى مصيبة لاسمح الله . نقول ذلك ونحن نطالع بيانا صادرا عن نظارة عموم الشكرية بتوقيع الناظر أحمد محمد حمد أبو سن يعلن وقوفهم جميعا ضد اي اتفاق ثنائي يستبعد فيه أهل البطانة وسهولها المتاخمة لنهر النيل الذين يرفعون شعار بسواعدنا ندير مورادنا.
وأضاف البيان :
إن تجاهل السلطات لاشراك أهل المصلحة في هذا الامر سهوا كان او لعدم المام بطبوغرافية المنطة أو قصدا فإنه لن يتم.
وأضاف الشكرية في بيانهم الغاضب :
نرفض قيام هذا المشروع بهذه الكيفية بدون الرجوع لأهل المنطقة عامة و نناشد الجهات ذات الصلة بوقف أي تفكير ولو مبدئي دون أن نكون طرفا ثالثا حتي لا يحدث ما يهدم المشروع كله.
سليمان منصور