أخبار السودان :
طغيان السياسة علي مونديال قطر
بعد عمل دؤوب ومتواصل زاد عن العشر سنوات ، رأي العالم إبداعات قطر في تجهيز وتنظيم وافتتاح المونديال ، خاصة مع الهجوم المستمر من كثيرين على الدولة المنظمة لهذا العرس العالمي الكبير ، والغريب ان الهجوم لم يتوقف حتي مع وصول الفرق المتنافسة إلى الدوحة الأمر الذى دعى رئيس الفيفا في مؤتمره الصحفي بالدوحة إلي انتقاد المهاجمين لقطر وقال إن أوروبا ليست مؤهلة أخلاقيا لانتقاد الاخرين فى ملفات حقوق الانسان او غيرها ،
وقبل انطلاق المونديال بيوم واحد قال الرئيس البرازيلي المنتخب لولا دا سيلفا ان الهجوم علي قطر لا معني له وأن هذا الأمر لن يقدم ولن يؤخر وعلينا الان ان ننتبه للمنافسة ناصحا الغربيين ان يكونوا منصفين ويتركوا عدم الموضوعية.
ومع انطلاقة النسخة 22 من العرس العالمي اشتدت الحملة ضد قطر وتم طرح عدة قضايا هي فى الحقيقة ليست واقعية لكن تم تشديد الضغط علي الدولة المضيفة وادخالها في متاهات لا ندري متي تنتهي ، وقد قال رئيس الفيفا تعليقا علي استمرار إلهجوم علي قطر ان ما تتعرض له قطر فى هذه المرحلة لم تتعرض له أي دولة أخري ، وهو لايخلو من النفاق والعنصرية بحسب ما قال ، وهناك من قالوا ان التجهيز الكبير جدا والاموال الضخمة التى صرفتها قطر في هذا الباب قد تعجز دول كثيرة من الاتيان بنفس ما أتت به قطر وهو ما قد يشكل حرجا لهذه الدول التي ستنظم كأس العالم في المستقبل مما يجعل البعض يقول ان الموضوع لايخرج عن
الحسد في المقام الأول.
ومع ان الفيفا كثيرا ما صرخت مانعة من اقحام السياسة فى الرياضة ، وقد شاهدنا كيف كانت مناصرة غزة مثلا ممنوعة بشكل تام على الرياضيين وهم ضمن المنافسات الرسمية ، وايضا كثيرا ما تم انتقاد رياضيين افرادا او فرقا امتنعوا عن مقابلة منافسين إسرائيليين ، ولكن المجتمع الدولي المنافق لم يلتزم بما فرض فتم اقحام السياسة فى الرياضة بشكل فج ، وهاهي روسيا تستبعد من المنافسة علي خلفية الحرب في أوكرانيا ، ويأتي التنمر الحالي على قطر من باب اقحام السياسة في الرياضة وبشكل سافر يعكس كذب المؤسسات الدولية وازدواجية المعايير عندها ، ولم يقف الأمر علي استبعاد روسيا من مونديال قطر ، فايران تتعرض لمؤامرة وصلت في احد أشكالها الي امتناع
احدي الشركات الدولية العاملة في مجال المعدات الرياضية امتناعها عن تسليم المنتخب الايرانى مستلزمات يحتاجها رغم التوافق السابق علي ذلك ، ولكن الضغوط والتهديدات الأمريكية الظالمة حالت دون وفاء الشركة بالتزامها ، في تدخل مفضوح للسياسة في الرياضة ، وايضا ارتفعت الأصوات تنادي بابعاد ايران عن المنافسة كما حدث لروسيا مما يكذب ادعاء الالتزام بعدم اقحام السياسة في الرياضة ، وهذا يكشف كذب ونفاق المؤسسات الرياضية العالمية والقائمين عليها وطغيان السياسة على الرياضة في هذا المونديال.
سليمان منصور