حذر حاكم إقليم النيل الأزرق في السودان، أحمد العمدة بادي، من اتساع دائرة العنف لتشمل قوميات لم تكن طرفا في الصراع، وذلك عقب المواجهات القبلية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص في الولاية.
وتعهد حاكم إقليم النيل الأزرق، في حديث لقناة الجزيرة، بحسم الأوضاع التي تشهد انفلاتاً أمنياً منذ أسبوع.
ونقلت “الجزيرة” عن مسؤول بالإقليم، تأكيدات بوصول قادة عسكريين من الجيش والأمن إلى الدمازين للوقوف على الوضع.
من جهته قال وزير الصحة في الإقليم جمال ناصر سيد، إن نحو 200 مصاب نُقلوا إلى مستشفيات الدمازين وود الماحي، وإن المخزون الإستراتيجي للأدوية قد نفد.
وأكد المسؤول الحكومي ارتفاع تعداد النازحين إلى 15 ألفا يفتقرون إلى أدنى مقومات المساعدات الإنسانية من مأكل وملبس وإيواء.
بدوره قال وزير الرعاية الاجتماعية ورئيس اللجنة العليا للطوارئ بولاية النيل الأزرق، عزالدين آدم -في لقاء مع الجزيرة- إن عدد النازحين بلغ قرابة 14 ألفا، مشيرا إلى أن العدد في تزايد.
ودعا وزير الرعاية الاجتماعية بالولاية الحكومة المركزية والمنظمات الدولية إلى تقديم المساعدة للسكان المتضررين من الصراعات القبلية في الولاية.
وتجددت الأسبوع الماضي الاشتباكات القبلية في إقليم النيل الأزرق بوتيرة عنيفة ومتزايدة بلغت ذروتها يومي الأربعاء والخميس الماضيين في منطقة “ود الماحي” بسقوط أكثر من مئة قتيل بينهم نساء وأطفال.
وقالت لجان مقاومة الروصيرص بالنيل الأزرق، في بيان، إن “الاقتتال القبلي تجدد يومي الأربعاء والخميس في محافظة “ودالماحي” بشكل بشع، وهنالك أكثر من 200 قتيل وعدد كبير من المصابين يجري حصرهم”.
وأكدت لجان المقاومة أن “ما حدث في منطقة ود الماحي أمر فظيع، حيث ارتكبت العديد من المجازر في حق المواطنين خاصة الأطفال والنساء رغم وجود القوات النظامية، التي انسحبت قبل وقوع الأحداث”.
وأشارت قوى الحرية والتغيير بأصابع الاتهام إلى عناصر النظام البائد، بالتورط في تأجيج الصراعات القبلية لتعقيد وتفخيخ وتفجير المشهد السياسي والانتقال لسيناريو الفوضى وإشعال البلاد من أطرافها حتى إحراقها بشكل كامل.
وأكدت أن “هذه المساعي مصيرها الفشل وهي إلى زوال، وأن إرادة الشعب العازمة على تحقيق أهداف ثورة ديسمبر وعلى رأسها تفكيك دولة الحزب الواحد وتمكينه السياسي والاقتصادي، ستبلغ منتهاها في القريب العاجل وستهزم كل مخططات وأحلام إعادة عقارب الساعة للوراء”.
العنف القبلي بغرب كردفان
من جهة أخرى، أعرب والي غرب كردفان المكلف، خالد محمد احمد جيلي، عن أسفه تجاه الأحداث القبلية الدامية بين بعض المكونات المجتمعية، بمنطقة أم خَشمين بمحلية الإضية غربي الولاية وراح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى قبل يومين.
وقال الوالي إن لجنة الأمن اتخذت الترتيبات اللازمة للفصل بين الأطراف المتنازعة، ومنع تجدد الصراع.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر حكومية للجزيرة إن عدد ضحايا العنف بمنطقة أم خشمين ارتفع بعد أحداث الجمعة الماضية إلى أكثر من 15 قتيلا فضلا عن عشرات المصابين الذين تم نقلهم لتلقي الرعاية الطبية.
المصدر: الديمقراطي