لايجرمنكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا
بداية لابد من التأكيد على أن الحق أحق ان يتبع ، وان التمادى فى الخطأ مكابرة وعنادا ليس أمرا جيدا ، بل بالعكس هو امر غير سليم ولايليق بمن يحترم نفسه.
وإذا افترضنا ان أحدا أخطأ وتجاوز فى يوم ما ، وعندما دارت الايام وجد نفسه فى نفس المكان الذى كان يضع فيه الاخرين ، ويخطئ بحقهم ، ويتجاوز القانون ، ويعاند رافضا التعامل بصورة لائقة مع من هم تحت سيطرته ، اذا وجدنا هذا الشخص قد أصبح تحت حكم وسيطرة من ظلمهم وتجاوز بحقهم فهل نقبل ان تتم معاملته بنفس الطريقة التى كان يتعامل بها وكنا ننتقدها؟ قطعا لا ، ولايمكن قبول هذا الكلام قط.
هذا كلام عام صحيح ، ونطرحه اليوم فى إطار التعليق على ما جرى ويجرى بحق القيادى فى حزب البعث عضو لجنة إزالة التمكين الاستاذ وجدى صالح الذى يقبع الان فى الحبس بعد ان سلم نفسه قبل أيام إلى قسم شرطة الخرطوم شمال اثر نشر اعلان من وكيل النيابة المختص يفيد فيه ان المتهم وجدى صالح متهم هارب ويدعو المواطنين للمساعدة فى القبض عليه أو الإدلاء باى معلومة يمكن ان تقود للقبض عليه ، وقد ذهب الاستاذ وجدى وسلم نفسه للشرطة مستنكرا النشر الذى تم معتبرا اياه نوعا من الاستهداف والتسقيط السياسى الرخيص ، فهو شخص معروف بيته ومكتبه ، ونشاطاته علنية ، وتحركاته واضحة ، مما يعنى أن النشر تم بدون مسوغ ، ونتفق مع الاستاذ وجدى فى ما ذهب اليه ، ونرفض إدخال الخلافات والتباينات السياسية فى العمل القانونى ، وما كان يجدر بالسيد وكيل النيابة المعنى ان يصدر هذا الإعلان ويصبح هو جزء من الممارسة السياسية.
ومع تسليمنا بان الاستاذ وجدى قد انتهك القانون من قبل وتعامل بشكل غير محترم مع من اوقفتهم لجنة إزالة التمكين لكن هذا لايعنى قط اجازة التعامل معه بنفس الطريقة التى كان ينتهجها.
لابد أن نضع نصب أعيننا الآية الكريمة
ونجعلها شعارا لنا وهى قوله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.
سليمان منصور