الهجوم على ابناء دارفور لابجدي
هجمة شرسة بعيدة عن المنطق والاخلاق ظل يشنها البعض على وزير المالية الدكتور جبريل ابراهيم حتى كادت ان تصبح رايا عاما او هكذا سعى لها منظموها ، ولسنا هنا بصدد الدفاع عن الرجل فنحن نتفق مع القول بأنه رجل غير مناسب لهذا المنصب الحساس خصوصا فى هذه المرحلة فهو كزعيم لحركة جاءت من القتال الطويل كان لابد أن يبتعد من الملفات الحساسة والمواقع التى تثير الشبهة ، ولا نقول باخذ المنصب من حركة العدل والمساواة فليكن وزير المالية منها لكنه غير رئيس الحركة حتى إذا أخطأ السيد الوزير وعلت الأصوات تطالب بمحاسبته أمكن الرجوع إلى زعيم الحركة ومناقشة الأمر معه بدلا عن استهداف متولى المنصب وجعل انتمائه لدارفور او مجيئه من الحركة المسلحة سببا فى ذاته لانتقاده والدعوة لتسقيطه وهذا ما يحدث الآن لجبريل ، وهو كزعيم للحركة لايمكن أن تناقش مع منتسبى الحركة تقويمه وهو رئيسهم لكن يمكن إدارة النقاش وايراد الملاحظات بحق اى منتسب للحركة مع رئيسها او حتى مع رئيسه المباشر او الأعلى منه فى الهيكلة والتراتبية التنظيمية.
إن تولى دكتور جبريل حقيبة المالية تبعنه حملة انتقاد عالية جدا للرجل وهذا إلى حد ما يمكن القبول منه والنقاش حوله خاصة أن كانت الانتقادات حول الأداء والفشل الذريع للسياسات المالية لكن ما لايمكن القبول به قط ان يكون الانتقاد موجها للرجل فقط لانه من دارفور او الغرب بشكل عام والنظر اليه باعتبار انه لايستحق المنصب الذى تولاه فهذا بلا شك كلام خاطئ يقعد بالبلد عن معالجة مشكلاتها ويقف حجر عثرة امام الوصول الى اى حلول يمكن الانطلاق منها إلى ما يترتب عليها من خطوات تسهم فى علاج الأزمات والتأزيم المتعمد.
دكتور جبريل او اى اخر غيره من دارفور او حتى من الغرب بشكل عام هؤلاء جميعا سودانيون ، ولا يمكن لأى احد او جهة نزع هويتهم وتجريدهم من سودانيتهم وأن الجميع شركاء فى هذا الوطن وليس لاحد الحق فى المزايدة عليهم فى موضوع الوطنية او الافتئات على حقوقهم الدستورية والقانونية كما يسعى البعض جهلا منهم ، وتجاوزا للحدود وتغولا بغير وجه حق.
وما قلناه على جبريل ينطبق على مناوى وغيرهما من القيادات الدارفوية التى اشتكت مر الشكوى و الاستهدلف الظالم الذى ظل يواجهها ، وقد رافقت هذه الحملة أخرى منظمة جدا تهدف لإسقاط ابناء دارفور فقط لأنهم دارفوريون ومن المؤكد أن هذا كلام غير لائق ولا مفيد ولن يجدى نفعا.
سليمان منصور