فى ظل حالة الاستقطاب الحاد التى يشهدها العالم بين الكبار ، وسعيهم المستمر إلى ارغام الصغار على الرضوخ لهم والسير فى ركابهم ، فى هذا الجو وتحت عنوان تحقيق الاستقرار الإقتصادى والسياسى لدول الشرق الأقصى والمحيط الهادى انعقد فى موسكو مؤتمر الشرق الأقتصادى بنسخته السابعة تحت عنوان على طريق عالم متعدد الاقطاب ، وقد تميز المؤتمر بحضور دولى واسع إذ شاركت فيه اكثر من ستين دولة وجرى توقيع اكثر من مائة وخمسين اتفاقية باجمالى اكثر من خمس وعشرون مليار دولار.
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين القى كلمة فى الجلسة العامة للمنتدى أكد فيها ان الدول الغربية خالفت كل مبادئ الإقتصاد العالمى وتسعى للابقاء على نظام عالمى يديم هيمنتها
ويحقق مصالحها.
بوتين انتقد سياسات الغرب الاقتصادية مشيرا الى ان الدول الغربية تواصل التصرف بنهج استعمارى فى مايخص موضوع تصدير الحبوب الأوكرانيّة ، وان ثلاثة بالمائة فقط من كميات القمح التى خرجت من أوكرانيا ذهبت إلى الدول الفقيرة والبقية إلى الدول الأوروبية ، وقال بوتين ان الاوروبيين فرضوا عقوبات على خط نورد استريم تو من أجل بيع مزيد من الغاز بأسعار باهظة، واعتبر الرئيس الروسى ان احد أبرز اسباب التراجع الإقتصادى فى أوروبا هو قرار قطع العلاقة مع روسيا مشيرا الى إن التضخم فى الغرب يزداد على عكس التضخم فى بلاده ، وتابع انه حتى حلفاء الولايات المتحدة التاريخيون خفضوا أصولهم بالدولار
لان واشنطون دمرت أسس النظام الإقتصادى العالمى ، وشدد بوتين انه لن ينجح احد فى عزل روسيا مضيفا انه سيكون لموسكو المزيد من الفرص لدخول أسواق ايران وغرب اسيا ، ذاكرا انه جرى الاتفاق مع الصين على تبادل البضائع بالروبل الروسى واليوان الصينى ، ولفت إلى أن بلاده قادرة على التزود بالموارد الطبيعية فيما أن الغرب سيصل الى طريق مسدود جراء ازمته الاقتصادية والاجتماعية.
الغرب فشل فى تحقيق أهدافه فى هزيمة جديدة له امام موسكو.
المشاركة الواسعة والاتفاقيات الموقعة فى المنتدى اثبتت استحالة عزل روسيا عن العالم الذى يحتاجها كما تحتاجه.
سليمان منصور