مهددات بنية الكيان الغاصب
اتسعت الشقوق داخل المجتمع الاسرائيلى ، وتفكك البنيان الذى كان البعض يظنه متماسكا ، فالاحزاب السياسية فى الكيان الغاصب فى تدهور مستمر ، وهى علاوة على فقدانها المتواصل لتاييدها الشعبى تعيش مشاكل تنطيمية ، وتشظى وانقسامات داخلها ، وهذه القوائم الانتخابية تشهد بذلك ، اضافة إلى ولادة حكومات قصيرة الاجل ، وكلها تفيد تفسخ الواقع السياسى ، وعمق الازمة التى يعيشها الكيان الغاصب.
من جهة أخرى هناك متغيرات مجتمعية تؤثر سلبا على وحدة وتماسك وقوة الكيان ، فالعنصرية المقيتة تضرب بقوة فى جذور المجتمع الاسرائيلى وتهدده بشكل مباشر ، إذ لم تعد قاصرة فقط على النظرة الدونية إلى اليهود الفلاشا القادمين من إثيوبيا ، والذين يعانون الأمرين فى سبيل الاندماج التام فى المجتمع الاسرائيلى ، وإنما نجد داء العنصرية قد استشرى ليصل الى معاناة اليهود القادمين من أوروبا الشرقية وروسيا من نظرة دونية وتعامل فوقى من رصفائهم القادمين من أوربا الغربية وامريكا ، مما جعل الكثير منهم يفكرون جديا فى العودة من حيث أتوا ، وهذا بلا شك يشكل تهديدا كبيرا لبنية الكيان ووحدة وتماسك المجتمع.
ولايمكن اغفال الصراع بين تعاظم القوى الدينية وبين التيار العلمانى الليبرالي الذى حكم حتى منتصف الثمانينات ، وفكك السيطرة الدينية على المؤسسة العسكرية ، ونلحظ الان عودة واضحة للتيار الدينى بالتعاون بين المعسكر الدينى القومى المتطرف وبعض القيادات العليا فى الجيش ، وبات الصهاينة الان يعلنون خوفهم من التهديد الوجودى لكيانهم ، وعلت الاصوات داخل المؤسسة السياسية والعسكرية تحذر من مخاطر التشظى الذى يعيشه الكيان ، فانعدام المناعة الاجتماعية حسب تعبيرهم تسهم بشكل كبير فى تدهور الحالة النفسية للمستوطنين ، ويؤدى ذلك بالتأكيد إلى اتساع الهوة بين السكان ويسهم على المدى الطويل فى تشظى الهويات ، مما يوجب ترميم هذه الشقوق الكبيرة التى ان فاتت حدها وأصبح صعبا على المختصين معالجتها فلن يتمكن ساسة العدو من المحافظة على تماسك كيانهم المجتمعى ، مما يهدد بإمكانية خروج عدد كبير من السكان وبالذات الشرقيين الذين لم يتمكنوا من الاندماج فى المجتمع ، فاليهود الروس مثلا يشكلون 20٪ من المجتمع الاسرائيلى لكن بعضهم وخاصة كبار السن مثلا لايجيدون اللغة العبرية مما يعنى عمليا عدم انذماجهم التام فى هذا المجتمع ، وهذا يزيد من فرص الانقسام وتعميقه ، وهو أمر مخيف للقيادة السياسية الإسرائيلية التى تؤمن ان ضمان وجود إسرائيل وقوتها مرتبط بوجود مؤسسة دينية قوية متماسكة تحظى بالتفاف جماهيرى واسع حولها ، والا فالتداعيات ستكون سالبة ولن تجدى محاولات الترقيع التى تجرى الان.
هذه الامور تشكل مهددات رئيسية تنذر بتفكك بنية الكيان الغاصب الهشة اصلا.
سليمان منصور