اليمن.. هدم الآثار الإسلامية وترميم اليهودية
منذ بداية العدوان السعودي الاماراتى الغاشم على اليمن المظلوم والطيران الحربي السعودي يواصل قصف الآثار الإسلامية ومراقد بعض الصالحين وعدد من المواقع الأثرية ، وكل ذلك بحجة محاربة الشرك احيانا ، وأحيانا بدون اعلان عن سبب اصلا ، وإنما المزيد من التدمير والهدم لمراقد بعض الصالحين ، بل ومساجد أثرية حتى ، وقد زاد عدد المراكز الدينية والآثار الثقافية التى تعرضت للقصف عن مئات المواقع ، فى جريمة كبرى يتوجب ان تسارع كل القوى الحية فى العالم إلى تسليط الضوء عليها و إدانتها، عوكشف حقيقة هذا العدوان الظالم.
لكن ما يثير الاستغراب عند الكثيرين هذا التناقض الفج الذى يحدث فى المناطق المحتلة جنوب اليمن حيث تسيطر عليها الإمارات والمليشيات التابعة لها ، هذا التناقض يتمثل فى
الترميم الذى تشهده مقبرة اليهود فى عدن وياتى هذا بعد اسبوع واحد فقط من تدمير معلم اسلامى تاريخى اثرى فى شبوه ، وكلا الحدثين وقعا فى مناطق تسيطر عليها مليشيات تابعة لتحالف العدوان ، ويرى بعض اليمنيين الغاضبين من تصرفات هذه المليشيات انها محاولات لنيل رضا اليهود لكنهم لن ينالوه ، فكلام ربنا واضح ان اليهود لن يرضوا على احد الا باتباع ملتهم ، آخرون رأوا فى الحدث إشارة إلى انخراط الموالين للعدوان فى مشروع التطبيع مع العدو الصهيونى فعندما يقال ان اليهود كانوا هنا ومروا من هنا وحكموا هنا وعاشوا وماتوا ودفنوا هنا فهم يمكنون اليهود من المجيئ إلى اليمن وزيارة أثار اسلافهم وربما تمليكهم بعض الاراضى والمواقع وربما طلب الصهاينة رعاية الآثار اليهودية المزعومة وهكذا يتم فتح الباب للصهاينة للتغلغل إلى اليمن.
والمعروف ان الوهابية كانت ومازالت تدعو إلى هدم وإزالة كل ما يشد اليمنيين إلى هويتهم الإيمانية ويربطهم بتاريخهم ، فى الوقت الذى تبقى فيه على الآثار والمعالم اليهودية كما هو الحال فى السعودية فلا يزالون يحافظون على حصون كعب الاشرف وخيبر وغيرها بينما هدموا اثار ومراقد اهل البيت وبعض الصحابة والتابعين ومانشهده آلان فى اليمن هو نسخة فى هذا الاتجاه وذلك فى سياق التطبيع الذى تتم له الدعوة الان ، وينخرط فيه البعض جهرا كالامارات ، وهى احد ركائز العدوان ويجرى ترميم المقبرة اليهودية فى عدن بواسطة مليشياتها
وخلال العدوان السعودى الاماراتى على اليمن استعرت الحملة على المقامات الإسلامية إذ تم قصف نحو الف وأربعمائة مسجد ومقام وضريح وتفاوت الأثر ما بين التدمير التام والازالة فى اكثرها والاضرار الكبيرة
التى تعرضت لها بعض هذه المعالم
ضمن هدف بعيد المدى يطال الاجيال القادمة ليتم فصلهم عن تاريخهم وماضيهم التليد ويسهل التحاقهم بركب التطبيع والمطبعين ، وتقوم بتنفيذ هذا المخطط أدوات العدوان من المليشيات والتنطيمات التكفيرية التى تحظى برعاية ودعم وحماية الإمارات خدمة لعدو الأمة.
إن ترميم المجلس الانتقالي للمقبرة اليهودية واحدة من الخطوات التى يتقرب بها إلى الكيان الصهيوني والإمارات حيث يقدم نفسه كمكون قادر على تجاوز الخطوط الحمراء التى وضعها الشعب اليمنى وتعامل على أساسها وعلى راسها الرفض المطلق لأى تواصل مع العدو الغاصب او ارتباط به او حتى مجرد الاعتراف به.
وبزعم التوحيد – والتوحيد منهم براء – جرى هدم عشرات المقامات والمساجد والآثار الإسلامية فى المناطق المحتلة فى اليمن بينما يجرى ترميم مقبرة لليهود الكفار فى عدن.
إن مايجرى فى عدن وجرى فى دول أخرى هو استهداف للإسلام وتزوير للذاكرة الإسلامية وخطورة عواقبه تتجاوز التطبيع القائم.
سليمان منصور