كبير حاخامات فرنسا ذو الأصول الجزائرية حاييم كورسيا كان يفترض ان يصحب الرئيس ماكرون فى زيارته الحالية للجزائر التى بدأها البارحة ، ويبدو ان ماكرون يريد كسب تأييد اللوبى الصهيونى فى فرنسا باصطحابه الحاخام حاييم وفتح باب القول بأن الجزائر المجاهرة برفضها التعاطى مع إسرائيل باعتبار ان الزائر رجل دين والجزائر تعترف بحق اى شخص فى اعتناق ما يشاء من دين وتدعو أيضا لحوار الأديان ، لكن الجزائر الرسمية والشعبية كانت واعية لمخطط ماكرون ومن خلفه المكر اليهودى ، وجاء القرار الجزائرى بمنع الحاخام حاييم من زيارة الجزائر والوقوف بشدة ضد اى محاولات لاثنائها عن قرارها ، وبعد ان رفضت الجزائر بشدة وصوله مع الرئيس ماكرون حاول الإعلام الفرنسى تغيير الحقيقة فقال ان كبير الحاخامات الفرنسيين لم يصحب الرئيس لثبوت إصابته بفيروس كورونا حيث جاءت نتيجة التحليل إيجابية بحسب الإعلام الفرنسى الذى لم يكن يتوقع ومن خلفه الدولة الفرنسية واللوبى الصهيونى ان تتصدى الجزائر بهذا الشكل وتمنع وصول شخص ضمن الوفد الرئاسى الفرنسى.
ومن المعروف ان الجزائر قالت كثيرا ان مشكلتها مع الصهيونية ، ولا مشكلة لها مع اليهودى كيهودى سواء اكان رجل دين ام لا ، واتى رفض الجزائر منح هذا الحاخام تأشيرة دخول للبلاد ليس باعتباره رجل دين فهذا لا اشكال فيه ، وإنما جاء الرفض الجزائرى لزيارة الحاخام باعتباره أحد دعاة الصهيونية ومؤيدى دولة الفصل العنصرى فى فلسطين المحتلة ، وممن يدعمون العدو الاسرائيلى فى حربه على الشعب الفلسطينى ، ويعرف عن الجزائر موقفها المبدئى الرافض بشدة للاعتراف بإسرائيل ، والانخراط فى جوغة التطبيع والمطبعين ، ومن مبادئ الجزائر الثابتة ، والتى لاتقبل تزحزحا عنها ولا مجرد نقاش ومراجعة فيها رفض التواصل مع الاحتلال الصهيونى وداعميه.
ومن أوضح وأصدق قضايا التحرر واجلى مظاهره نضال الشعب الفلسطينى لمواجهة المحتل الاسرائيلى ، والعمل على تحرير الأرض وطرد الغزاة ، وتعتبر الجزائر ان دعمها للشعب الفلسطينى فى قضيته العادلة موقف اخلاقى ومبدئي ولايمكن ان يتسق مع استقبال دعاة الصهيونية وداعمى الاحتلال الغاشم.
وعلى المستويين الرسمى والشعبى تعتبر الجزائر من أكبر الدول المعارضة للتطبيع والرافضة له بشكل قاطع وترى ان إقامة علاقات مع الكيان الصهيونى خيانة لفلسطين ولعموم احرار الأرض.
وفى سياق اتساق المواقف الرسمية والشعبية عبر ساسة محافظون عن انزعاجهم من قرار ماكرون إحضار أسقف الجزائر وحاخام فرنسا الأكبر
حاييم كورسيا لزيارة مقبرة لغير المسلمين تعود إلى الحقبة الاستعمارية.
وقال عبد الرزاق مقري زعيم المعارضة إن هذه الخطوة تهدف على ما يبدو إلى تشجيع الجزائر على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقال المسؤول الجزائري “مواقف الجزائر معروفة. لن تتغير.
ورفضت أحزاب جزائرية أخرى مشاركة الحاخام الأكبر ليهود فرنسا فى الزيارة بسبب مواقفه المؤيدة للصهيونية وللعدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين.
ونشر رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب المعارضة في البرلمان، عبد الرزاق مقري، تصريحا أعلن فيه استياءه من حضور الحاخام حاييم كورسيا ضمن وفد الرئيس الفرنسي ماكرون، لكونه يحاول مغالطة الرأي العام حين يدافع بوضوح عن الكيان الصهيوني، ويساوي بين العداء للصهيونية واللاسامية، وينفي ممارسة إسرائيل للأبارتهايد.
وعبر رئيس حركة البناء عن رفضه لحضور كورسيا، وأكد في سياق ملاحظاته على زيارة ماكرون أنه يجب التحذير من “أننا لن نقبل بأي حال من الأحوال أي محاولات لمقايضات مشبوهة لتحويل أرض الشهداء المباركة إلى أرض توطين لمن خانوا ثورتها، أو كانوا جزءا من نظام عنصري يحتل شعبا أعزل و يمارس عليه كل أنواع الحرب دون أي خوف من أحد، وإنها مناسبة ندعو فيها الرئيس الفرنسي، ودولته جزء من مجلس الأمن، أن يفرضوا تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني و على رأسها حقه في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف”.
سليمان منصور