تطرق جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في كتابه الجديد “Breaking History” الذي يسرد مذكراته خلال عمله في البيت الأبيض، إلى بعض من فصول الأزمة الخليجية، كما أنه تحدث عن علاقته بزعماء دول الخليج وكواليس اللحظات الأخيرة للمصالحة الخليجية وقمة العلا.
وكشف مستشار ترامب، في كتابه أن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، طلب منه أن يصالحه بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأنه كان معجبًا كثيرًا بشخصيته”.
وقال كوشنر في مقابلة على قناة فوكس نيوز الأمريكية حول مذكراته إن “ترامب ذهب إلى المملكة العربية السعودية، وقال خلال الرحلة: بشكل أساسي، كما تعلم يا جاريد، أولاً وقبل كل شيء، إذا فشل هذا – فلن يكون هذا جيدًا بالنسبة لك”.
وتابع كوشنر وفقا لفوكس: “لكن السعوديين قاموا بعمل رائع في جمع القادة معًا، وتمكنا حقًا من محاربة التطرف، وأدى ذلك إلى الكثير من النجاحات الكبيرة في الشرق الأوسط، بما في ذلك اتفاقيات أبراهام واتفاقات السلام هناك”.
وحول الأزمة الخليجية، ذكر كوشنر في كتابه الذي يسرد مذكراته حول الفترة ما بين عامي 2016 و2020: “اتصلت بولي العهد السعودي من غرفة اجتماعات في قصر الأمير في الدوحة، وأكد لي أنه صادق في مسعاه للمصالحة وأنه مستعد لتقديم تنازلات، ووافق فورا على قناة تواصل بين وزير خارجية قطر والأمير خالد بمشاركتي، ثم ذهبت إلى الأمير تميم لأقترح عليه الحديث مع ولي العهد السعودي”.
وأوضح كوشنر، في كتابه أنه “بعد المكالمة مع ولي العهد السعودي، قال أمير قطر إنها كانت مكالمة عظيمة وأنه منفتح على استئناف المحادثات بين البلدين وأعرب عن حزنه للخلاف الذي أدى إلى الكثير من المرارة بين الشعبين القطري والسعودي”.
وأشار إلى أن “خالد بن سلمان وفريقه لم يبلغوا محمد بن سلمان بأن الأمير تميم طلب فتح الأجواء السعودية قبل موافقته على المشاركة في قمة العلا، وفق اتصال جرى بيني وبين ولي العهد في الثالث من كانون الثاني/ يناير (2021)”.
ولفت إلى أن “خالد بن سلمان وفريقه أبلغوا محمد بن سلمان بأن قطر طلبت إعادة التفاوض بعد أن جرت تسوية كل شيء وهو ما أدى إلى انهيار الصفقة بين البلدين في 3 كانون الثاني/ يناير قبل يومين من قمة العلا”.
وأوضح كونشر: “أبلغت محمد بن عبد الرحمن وزير الخارجية القطري بضرورة مجيء الأمير تميم إلى قمة العلا ووعدته بتسوية كل شيء هناك، وأنه سيعامل بأعلى درجات الاحترام، رغم انهيار الاتفاق، وأبلغته بأن محمد بن سلمان وافق على فتح الأجواء وبعد ثلاث ساعات اتصل أمير قطر بمحمد بن سلمان وشكره على “المرونة” السعودية وأبلغه بمشاركته في العلا”.
ووفقا لمذكرات صهر ترامب، فقد أبلغه وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، بأنهم قرروا العودة بالطائرة إلى الدوحة، عقب حدوث تغيير في اللحظة الأخيرة على الاتفاق.
وعقب ما حدث، قال كوشنر: “ركضت مع وزير الخارجية الكويتي إلى محمد بن سلمان الذي أخذ الهاتف منا وذهب بعيدا ثم عاد وقال ’المشكلة حُلت.. لقد أعطى كلمة.. وقرر القطريون أنه سيفي بها‘”.
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المذكرات أنه “في الأشهر الأولى من إدارة ترامب، أجرى جاريد كوشنر اتصالاً عاجلاً مع محمد بن سلمان، الذي كان يشغل آنذاك منصب نائب ولي العهد السعودي، مع نداء للمساعدة لضمان أن تكون أول رحلة خارجية للرئيس إلى المملكة مكللة بالنجاح.. كان كوشنر، أحد كبار مستشاري البيت الأبيض، وحيدًا تقريبًا في حث والد زوجته، الرئيس دونالد ترامب، على السفر”.
والمذكرات التي جاءت في 465 صفحة، شملت تفاصيل حول توطيد كوشنر علاقاته مع الأمير بن سلمان، وكيف وقف كوشنر مع ولي العهد بعدما اتهم بإصدار أمر لقتل الصحفي جمال خاشقجي وخلافه مع بقية المسؤولين في البيت الأبيض، الذين اتهموه بالدفء مع الحاكم السعودي، وكيف أنه استخدم العلاقات لبناء علاقات بين إسرائيل والعالم العربي.
المصدر: عربي21