سينتصر العراق على الفتنة
مساع خبيثة تريد بالعراق وأهله شرا مستطيرا ، هذا ما يراه اى مراقب وهو من الوضوح حيث لايمكن أن يغفل عنه الا متعمد أراد ان يحرف الحقائق ويعمد إلى التزوير والا فمن من الناس لا يرثى لحال العراق والعراقيين وهو يراهم – الا من رحم ربى – يتشاكسون ويعيقون الوصول إلى الى توافق يجنب البلد الانجرار إلى الفتنة والوقوع فى المحظور وإدخال العراق فى المجهول ومنعه من الانطلاق نحو التقدم وريادة الأمة وهو المؤهل لذلك ، وكثير من العوامل تساعد على الوصول إلى ذلك ، لكن الاعداء يزعجهم ذلك ولايرغبون فى حدوثه بالطبع ، وبكل اسف ينقاد لهم بعض العراقيين ممن يتم التعامل معهم كادوات لتنفيذ مشاريع الاستكبار والوصول الى مصالحه.
انتفض العراقيون فقمعهم المقبور صدام حسين بشكل وحشى بعد ان ظل يعمل فيهم بالقتل والسحل والسجن والمطاردة والنفى وكل ما يمكن أن يخطر بالبال من صنوف العذاب والسادية والظلم ، والعالم المنافق صامت عن قمع صدام الوحشى لشعبه الثائر الرافض للظلم والذى يتوق للحرية لكن هكذا المنافقون يجاهرون بالادعاء كذبا انهم يدافعون عن حقوق الانسان ورفض الظلم لكن الوقائعُ على الأرض تفضحهم وتبين كذبهم ، ولما سقط صدام واحتل الامريكان العراق تحركت فصائل المقاومة وحاربت الغزاة المحتلين كما حاربت ادواتهم من التكفيريين الذين ارادت لهم قوى الاستكبار وتحالف غزو العراق ارادوا لهم ان يعملوا فى البلد ويثيروا الفتنة الطائفية والمذهبية ، ورعى الاحتلال عملية اعاقة تعافى العراق وذلك عبر سعيه الحثيث لتطبيق سياسته المعروفة بالفوضى الخلاقة ، وتمكن العراقيون من هزيمة أمريكا فخرجت ذليلة ، وبعد سنوات جاءتهم بداعش التى يعترف قادة أمريكا بانهم خلف تاسيسها ، وبسرعة انتشر الإرهابيون وهددوا وحدة وسلامة البلد ، وهب العراقيون وبفتوى من المرجعية الدينية تأسس الحشد الشعبى الذى اعاد للعراق والعراقيين عزتهم وهيبتهم ، وبمساعدة الأصدقاء فى محور المقاومة حقق العراقيون النصر المؤزر واسقطوا مشروع الاستكبار والفتنة وتمزيق البلد.
وجاءت أمريكا ثانية إلى العراق وبادعاء كاذب هو محاربة الإرهاب وكيف لام الإرهاب وراعيته وداعمته والحريصة على حمايته من اى خطر يتهدده كيف لها أن تدعى محاربته ، او كيف يمكن لعاقل ان يصدقها فى ما تدعيه ؟ نقول جاءت أمريكا وجاءت معها الفتن وسعت بكل ما يمكنها إلى تفتيت وحدة البلد ومنع اى توافق محتمل بين مكونات الشعب العراقى حتى يودع البلد التشرذم وينطلق نحو البناء والنهوض ، والغريب ان يغفل كثير من العراقيين عن هذا المخطط الخبيث الذى يريد تدمير البلد والتامر عليها عبر مختلف الوسائل ومن بينها سذاجة بعض أبنائها وعمالة بعضهم للعدو ليصبح كلهم منفذين لخطط العدو جهلا وغفلة او عمالة وارتزاقا.
ولأن نجاحات العراق والمخلصين من أبنائه تفضح أمريكا وتوضح كذب ادعائها محاربة الإرهاب كما تزعم ، وتكشف مساعيها الحقيقية للسيطرة على العراق وتمزيق وحدته وسرقة موارده وحماية العدو الصهيونى والعمل على تحقيق مصالحه واستغلال العراق كساحة جغرافية مهمة وموارد متوفرة لتحقيق هذا الغرض ، ولأن الحشد الشعبى هو ابرز
المناوئين للاستكبار والصهيونية وادواتهم من التكفيريين والخونة والمرتزقة ، ولانه متصد للعمل على حماية العراق من الفتنة والتامر عليه ومنعه من التقدم وبالتالى إعاقة المشروع الأمريكى الاسرائيلى فى العراق ، نقول لهذه الأسباب او بعضها كان الحشد محط انظار أمريكا وحلفائها وعملائها ، وظل استهدافه شغل أمريكا الشاغل فشنت عليه الهجمات إلى أن اغتالت قادة النصر ورفقتهما الطيبة الذين ارتقوا كشهداء وشهودا على ظلم امريكا ، ويومها قرر العراق رسميا اخراج القوات الأجنبية من أراضيه وكان الخطاب متوجها لامريكا التى ما تزال فى ارض الرافدين تثير الفتنة وتبحث عن كل ما يفرق العراقيين ويشتت شملهم ويبعدهم عن التفرغ لبناء بلدهم والخروج بها لبر الامان.
وعلى العراقيين الانتباه جيدا للمخطط الخبيث الذى يجرى اعداده بإتقان ، وما الاحداث الواقعة الان على الساحة العراقية الا جزء من هذا المشروع التدميرى التآمر ، فهل ينجح اهل العراق بالتصدى للخطر وابعاده عن بلادهم وهزيمة هذا المشروع الأمريكى الصهيونى كما هزموا شبيهه من قبل المتمثل فى داعش الارهابية المجرمة؟
نعم يستطيع اهل العراق بوعيهم وبصيرتهم الانتصار كما انتصروا من قبل والتعويل عليهم كبير فى إفشال مخططات العدو المجرم ، وما ذلك ببعيد.
سليمان منصور