لايمر يوم او يقع حدث الا ويتضح للناس مدى صدق وصف الحرب على اليمن بالعبثية.
استهدف تحالف العدوان سواء عبر راس الحربة فيه ومتولى كبره (النظام السعودى) او من انضموا اليه وحاربوا إلى جانبه من الدول المعتدية ، او مرتزقته فى الداخل ممن ساروا فى ركب العدوان على أهلهم ، واسهموا فى تدمير بلدهم لصالح عدوهم ، الذى سيتخلى عنهم فى اول فرصة تسنح له ، ويكون حالهم كحال عملاء العدو الصهيونى فى لبنان من جيش لحد ، الذين كانوا يعرفون بجيش لبنان الجنوبى ، ونعرف جميعنا ماذا جرى لهم ، وهؤلاء ينتظرهم نفس المصير ، بل هو نفسه مصير كل خائن عميل مشارك فى العدوان على بلده.
هؤلاء العملاء اليمنيين الذين ينفذون العدوان على أهلهم وبلدهم كانوا احد ابرز مصاديق وصف الحرب بالعبثية ، إذ عمدوا مؤخرا إلى هدم مسجد عمره 700 عام في الحديدة ، فى خطوة لايمكن فهم دلالتها الا ان الحرب عبثية ولا هدف لها ، وان الجميع يعملون من غير هدى ولا وعى.
غضب عارم اجتاح اليمن خاصة فى الساحل ، حيث يعرف الناس جيدا هذا المسجد الاثرى العريق ، ففى الثامن من شهر يوليو الحالى فوجئ جيران مسجد النور فى منطقة القطبة بمديرية الخوخة محافظة الحديدة والمهتمون بالاثار التاريخية فوجئوا بالمليشيات الموالية للسعودية تهدم هذا المسجد الاثرى الهام ، واثارت الخطوة غضب المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمهتمين بالاثار وعموم الناس.
وأدانت الهيئة العامة للأوقاف في 9 يوليو هدم أجزاء من مسجد النور من قبل عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة الإرهابي يعملون بالتنسيق مع مليشيات موالية للعدوان السعودى ، وتذكر الناس الجرائم الكبرى للتكفيريين ضد الآثار والتراث الدينى فى العراق وسوريا وافغانستان.
جدير بالذكر ان هدم الاثار الدينية والإنسانية لم يقتصر على الجماعات التكفيرية والمليشيات الموالية للسعودية فحسب بل مارس التحالف نفسه هذه الجرائم حيث شن غارات جوية على عدد من المساجد وهدمها بالكامل.
ومما آثار حفيظة الناس وجعلهم يوقنون ان السعودية والتكفيريين هما وجهان لعملة واحدة ان عناصر القاعدة المجرمين الذين نفذوا الاعتداء وهدموا المسجد كانوا بقيادة عضو المجلس الرئاسي المشكل سعوديا أبو زرعة المحارمي ، وقد أسفر هجومهم العبثى عن هدم أجزاء من المسجد تعود إلى ما قبل 700 سنة.
ومليشيات المحارمي من السلفيين المدعومين سعوديا ، وينحدرون من محافظتي لحج وأبين الجنوبيتين ، وقد هدموا مساجد وأضرحة غرب تعز وجنوب الحديدة ، ضمن حملتهم التى اسموها مهمة محاربة الشرك.
الصحفى اليمنى المقيم في الحديدة
محمد معوض تحسر على ما آل اليه الوضع بعد سيطرة الجماعات الارهابية على المنطقة ، وقال إن آخر زيارة قام بها لمسجد النور كانت قبل سيطرة هذه الميليشيات على منطقة الخوخة في ديسمبر 2017 ، لافتا إلى انه مسجد تاريخي وأثري ويشكل هدمه جريمة كبرى على التراث الانسانى ككل ، وقال إن اهالى منطقة القطبة غاضبين من العبث بمسجدهم القديم لكنهم لايستطيعون مجابهة هذه المليشيات الارهابية المسلحة.
جدير بالذكر إن قباب المسجد ومآذنه وأجزاء كبيرة من سقفه دمرت بحسب موقع المغرب العربى الأخبارى
وفي 16ابريل 2020 ، عقدت وزارة الأوقاف والإرشاد مؤتمرا صحفيا في صنعاء اتهمت خلاله التحالف السعودي المدعوم من الولايات المتحدة بتدمير 1052 مسجدا ومدرسة دينية في جميع أنحاء اليمن بما في ذلك 88 في محافظة الحديدة.
وقالت الوزارة إن 101 من العاملين بالوزارة قتلوا خلال هذه الهجمات.
وكان التحالف السعودي قد شن عدة غارات جوية في مايو 2015 على مرقد مؤسس حركة أنصار الله السيد حسين الحوثي في محافظة صعدة ، مما أدى إلى هدم الضريح بالكامل وتحويله إلى أنقاض.
انها الحرب العبثية ياقوم ، وصدق من وصفها بذلك.
سليمان منصور