كيف يهددنا الجوع وعندنا هذا الخير؟
فى الاخبار ان الجوع يتهدد ملايين الناس فى العالم ، وبحسب تقارير اللجنة الدولية للصليب الأحمر فان 811 مليون شخص حول العالم معرضون لخطر الجوع في غضون الأشهر المقبلة ، وذلك نتيجة ارتفاع معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
وأشار التقرير إلى أن دول الشرق الأوسط وأجزاء من أفريقيا هى الأكثر تضررا من تلك المخاطر.
وأوضح التقرير أن عوامل مثل الصراع المسلح وجائحة كورونا والتغيرات المناخية من أبرز أسباب تفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائي، وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين.
ووفقا للتقرير فإن 346 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا، من بينهم 10 ملايين شخص في السودان.
ألا يدعو هذا الكلام للحسرة ؟ الا يدفعنا هذا الكلام للاستغراب والحيرة ؟ الا نعلم ان الله تعالى حبانا فى السودان بخير وفير ونعم جمة كثيرة ، وان جزء منها فقط لو احسنا استغلالها لجعلتنا فى مصاف الدول الكبرى التى تسعى بالإحسان بين الآخرين ومنها يفيض الخير إلى الغير لا ان يكون بلدنا مهددا بالجوع؟
أليس من العيب الكبير وما يبعث على الأسى ان نخشى من الجوع ونحن الذين نمتلك اراض مسطحة سهلة الاستغلال جاهزة لفلاحتها ولا تحتاج إلى استصلاح فقد من الله بها علينا جاهزة ولاتريد منا الا ان نشق القنوات وننثر البذور فياكل اهل السودان ويفيضون على الآخرين.
إن مما يبعث على الألم توفر مساحات شاسعة من اراضينا لاتحتاج اصلا الى شق قنوات وتوفير وسائل للرى فان الله تعالى قد حبانا بامطار كثيرة وبكميات وفيرة كما ان بلادنا تحظى بفضل الله وحمده بتنوع مناخى يجعلها تنتج كل العام ، ومن جهة أخرى هذه الأنهار والوديان ومجارى المياه تشق أرضنا شرقا وغربا شمالا وجنوبا ، ويكفينا ان نشير فقط إلى نهر النيل و روافده لنعلم كم نحن غافلون عن نعم كبرى نعيش فيها ومن فرط تعودنا عليها لم نعد نحس بها وهذا بلا شك نوع من كفران النعم ، ولابد ان نتحلى بالمسؤولية حكاما ومحكومين ونبتعد
عن هذه الطريقة غير اللائقة فى التعامل ، ولنكن على حذر من فقدان النعم فانها جموح شموس كما ورد فى الآثار وقل ان ذهبت عن قوم ثم عادت اليهم ، وعلينا شكر هذه النعم وشكرها بأداء حقها وتوظيفها بما لا يليق حتى لانفقدها لاسمح الله وقد ورد فى الأثر ان شكر النعم ضمان بقائها.
كلام معيب جدا أن تنتظر الحكومة عونا من المجتمع الدولى والصناديق المختصة لمواجهة الجوع ونحن من الذين يمكنهم مساعدة الآخرين لا انتظار العون من أحد.
سليمان منصور