الشعب قال كلمته والسلطة سادرة في غيها
مرة بعد أخرى يؤكد الشعب السودانى رفضه المطلق للانقلاب العسكرى المشؤوم ، الذى نفذه الفريق البرهان ، بمعاونة بعض العسكريين ، ومساندة قوى مدنية ، ارتضت ان تمضى عكس ارادة الجماهير ، فحكمت على نفسها بالعزلة ، واضحت تتحمل مع السلطة الانقلابية المسؤولية عن الدماء والمظالم والانتهاكات ، وايضا كل الاخفاقات التى يمر بها بلدنا المكلوم.
خرجت قطاعات واسعة من الشعب السودان امس الخميس فى مليونية فجر الخلاص ، والهدف واحد ، وهو الجهر برفض استمرار الحكم العسكرى ، وضرورة عودة الحكم المدنى ، ورجوع الجيش إلى الثكنات ، مع التأكيد على أنه لاشرعية للنظام القائم ، ولا تفاوض معه ، ولايمكن مشاركته فى الحكم ، وبهذه الشعارات الواضحة خرج عشرات الالاف فى الثلاثين من يونيو ، وعلى الرغم من العوائق الكبيرة التى وضعتها السلطة امام الثائرين الا ان تصميم الثوار على التعبير عن رأيهم ، وإيصال رسالتهم ، جعلهم يتحدون الصعاب ، ويهزاون بجبروت السلطات ، ويخرجون بالآلاف قائلين لا للانقلاب ، وكان مشهدا مهيبا ، وثوار ام درمان يعبرون الجسر إلى الخرطوم ، بعد ان ازالوا متاريس السلطة (الحاويات التى اغلقت بها الكبارى) ، وايضا نجح ثوار و ثائرات بحري في إزاحة الحاويتين و الشروع في عبور كبري المك نمر ، وقد تم الهجوم العنيف عليهم بالرصاص الحي و المطاطي و قنابل الغاز المسيل للدموع ، و تجمعت الحشود مجدداً معلنةً اعتصاماً باسلاً لمدة 24 ساعة قابلة للتمديد ، ولاندرى ماذا حدث الان وما قرار الثوار.
وكان هذا فى حد ذاته إنتصارا للثورة ، وهزيمة للسلطة ، التى ارعبها هذا اليوم فعمدت إلى قطع الانترنت والاتصالات الهاتفية فى خطوة اقل ما توصف به انها رعب تام وفشل فى إدارة البلد وعجز عن الاستماع إلى صوت الثورة واحترام قرار الجماهير الواضح.
وكان محزنا ومؤلما فى نفس الوقت اصرار السلطة على استخدام العنف واستهداف الثوار والعمل الممنهج لقتلهم لعل ذلك يخفف من وطاة الحراك التى ظلت فى تصاعد منذ الانقلاب الكارثة وإدخال البلد فى لجة المجهول.
وفى خبر ان قوى الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي أعلنت انها في تشاور مع قوى الثورة لاستخدام كل الوسائل السلمية من اعتصام وعصيان وإضراب سياسي
وجراء عنف السلطة وفقدانها التوازن وتارجحها واهتزازها سقط الشباب فى ام درمان والخرطوم وبحرى ووصلوا حتى كتابة هذا المقال إلى تسعة قتلى لينضموا إلى من سبقهم على هذا الدرب ويؤكدوا جميعا أن الوطن الذى قدموا دماءهم من أجله لايمكن أن يسلم قياده للعسكر ، وان فجر الخلاص قريب ، بل بات يلوح فى الافق.
وكان مهما البيان الداعى إلى وحدة قوى الثورة باعتباره الطريق الأهم لهزيمة الانقلاب ، وترجمة جهود الثوار الى نتائج إيجابية على الأرض ، ونقتبس أدناه بعضا مما جاء فيه :
الخطاب موجه بكل الحزم لقوي الحرية و التغيير و لجان المقاومة و جميع الاحزاب الرافضة للانقلاب بأنها اللحظة التاريخية المواتية للوحدة نحو أهداف واضحة تتمثل اهمها فى مدنية الدولة و الجيش القومي الواحد وبرلمان تقوده لجان القوى الثورية.
إن وحدة قوي الثورة اليوم وليس غدا ضروره يحتمها الواقع علي الارض وهى ضمان لانجاح التغيير المنشود و بداية لامل متجدد رسمه هولاء الشباب الاكارم بدمائهم وجهدهم المستمر.
حمى الله السودان وأهله من كل سوء.
سليمان منصور