النزوع للخروج عن بيت الطاعة الأمريكي
يوما بعد اخر تكثر الرايات المناهضة لامريكا ، ويرتفع صوت المعارضين للانقياد لامريكا والتسليم لها وعدم الاعتراض على ماتقرره ، ويمكننا القول انها محاولات متزايدة للرغبة فى الاستقلالية وترك التبعية لواشنطون ، وانه نزوع للتحرر ، ولن نتحدث هنا عن الرفض العلنى الواضح للهيمنة الأمريكية على العالم وخصوصا منطقتنا ، وماظل يقوم به محور المقاومة حركات وفصائل واحزاب ودول من عمل معلن للوقوف بوجه الطغيان والاستكبار الأمريكى ، وإنما نتحدث عن بعض بوادر القوة التى عبر عنها البعض ممن تجمعهم مواجهة أمريكا ، والاعتراض على سياساتها الظالمة العدوانية المستبدة ، وهؤلاء المناهضون لامريكا مشتتون فى العالم وليس بالضرورة أن يكونوا فى الشرق الأوسط ، فمن فنزويلا وكوبا وبعض بلدان أمريكا اللاتينية إلى الصين وكوريا الشمالية مرورا بالجزائر وصولا إلى دول محور المقاومة ، وكلهم يقولون كفى استبدادا واستكبارا وخضوعا للصلف الأمريكى ، وكفى لهيمنة باطلة يحاول المستكبرون فرضها واجبار الناس على التعايش معها.
ونقف اليوم مع احد هؤلاء الساعين للانعتاق من ربقة الظلم الأمريكى والغربى بشكل عام ، ونطالع باعتزاز وإعجاب كلمات الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون الذى نقلت عنه بعض التصريحات فى هذا الجانب ومن أقواله :
– ندعو إلى بناء نظام دولي جديد ومواجهة تهميش الدول النامية
-وقال الرئيس تبون إنّ “ما عايشه العالم من تجارب سابقة ، يثبت أنّ انعدام التوازن على الساحة الدولية واستمرار تهميش الدول النامية ضمن مختلف مؤسسات الحوكمة العالمية ، يشكّل مصدراً مؤكداً لعدم الاستقرار وغياب التكافؤ والتنمية.
ولفت تبون، في كلمة خلال قمة بريكس بلاس إلى أنّ تخلف النمو الاقتصادي في العديد من الدول النامية ليس مسألة داخلية فحسب ، وإنما يستمد جذوره من اختلال فاضح في بنية العلاقات الاقتصادية الدولية والهيمنة القائمة لفائدة مجموعة من الدول.
ومن قبل حفظ العالم للرجل كيف انه وقف بقوة فى وجه فرنسا التى تمثل صورة بشعة للتعامل مع الشعوب ايام الاستعمار ، وكيف ان الجزائر عانت بشدة من الصلف الفرنسى الذى لايتصور ، وكيف وقف الرئيس تبون شامخا ومنع الطيران العسكرى الفرنسى من عبور الأجواء الجزائرية وهى الخطوة التى لم يكن احد بتخيلها ، وقد طلب الرئيس تبون التعامل مع الجزائر كند لا تابع.
انها دعوة للالتفات إلى ماتقوم به أمريكا خصوصا والغرب عموما من استكبار ، وحتما ستنتصر هذه الرايات المرفوعة بوجه الاستكبار .
سليمان منصور