قطع القيادي بالحزب الشيوعي فاروق التوم بعدم وجود يوم فصل في نضالات الشعوب. وقال: “هناك مواقيت وليس هناك يوم فصل، فكل فعل نضالي هو مراكمة ،وعلامة فارقة في مسار وتطور ثورات الشعوب”.
وأكد أن أهمية مليونية 30 يونيو تكمن في أنها استفتاء شعبي واسع في مقام يتوهم قيام انتخابات حقيقية ونزيهة، في ظل سلطة تحالف المليشيات، وأوضح أن30 يونيو (نمذجة) من الثوار لعملية التصعيد والانتقال بالمقاومة الشعبية إلى مستوى متقدم. وأضاف:” أما تصوير 30 يونيو كنهاية نشاط المقاومة أو قمتها وأنه التحدي الأخير للصراع الاجتماعي والاقتصادي في ظل توقع الصدام الدامي فهو وهم” . ونبه إلى أن الصراع ينتهي بحسمه لمصلحة الشعب الثائر ، ونجاحه في حل أزمة الدولة السودانية وتفكيك الأشكال الاستعمارية المؤطرة للتبعية.
* كيف ترى الواقع السياسي الراهن؟
نحن عند محطة تناغم وتوازن دولة المليشيات وها هي تجتهد محاولة إعادة إنتاج سيطرة الكيزان على الدولة المنهارة، وواقع السلطة السياسي أنه تحالف مجموعات نهابون للموارد، والجريمة هي نهجهم، وهي من تختطف جهاز الدولة.
لذلك من الطبيعي اندلاع هذا السخط الشعبي، فالمليشيات فاقدة للأهلية والتفويض من قبل الشعوب السودانية، وهي تعمل على الإبقاء على سياسات وإرث النظام البائد، والقوات النظامية التي يتآكلها الانهيار والفساد لم تستطع أن تطيح بالجنرالات الذين ظل ولاؤهم للخارج الذي يماثلون المصالح الخارجية المتنافسة على موارد الدولة، وتوظفهم هي بدورها في صراعاتها الإقليمية.
* ماهي قراءتك ليوم 30يونيو ؟ و هل سيحدث نقطة تحول في المشهد السياسي ؟
دائماً في نضالات الشعوب هنالك مواقيت، وليس هناك يوم فصل، فكل فعل نضالي هو مراكمة، وعلامة فارقة في مسار وتطور ثورات الشعوب.
لكن أهمية اليوم تكمن في أنه استفتاء شعبي واسع في مقام يتوهم قيام انتخابات حقيقية ونزيهة، في ظل سلطة تحالف المليشيات.
ويظل 30 يونيو (نمذجة) من الثوار لعملية التصعيد والانتقال بالمقاومة الشعبية إلى مستوى متقدم في ثورة شعبنا أما تصوير 30 يونيو كنهاية نشاط المقاومة أو قمتها وأنه التحدي الأخير للصراع الاجتماعي والاقتصادي، وفي ظل توقع الصدام الدامي فهو وهم، لأن الصراع ينتهي بحسمه لمصلحة شعبنا الثائر ، ونجاحه في حل أزمة الدولة السودانية وتفكيك الأشكال الاستعمارية المؤطرة للتبعية، وأنه لمن المؤسف أنه لم تصدر حتى الآن المواقف الدولية المتضامنة مع شعبنا في ظل دعواته وإعلانه للمشاركة الواسعة، ولم نطالع التصريحات من المؤسسات الدولية التي تأمر بحماية المدنيين وتضع عناوين العقاب للمنتهكين، مما يدلل على تماهي المصالح المتنافسة مع القوى العسكرية التي تعيد إنتاج أزمة الدولة السودانية.
* برأيك هل ستستفيد قوى الحرية والتغييرالمجلس المركزي (قحت) من التصعيد والمد الثوري بجعله كرت ضغط على المكون العسكري الانقلابي؟ ـ
فقدت شلة (قحت) بمحاولة السير في سياسات النيوليبرالية ودعوات التصالح مع الكيزان وتوهمها بالقدرة على إدارة المصالح الدولية واستيعابها في منظومة الحكم على صيغة التسوية – وعزلت مجموعة المجلس المركزي نفسها عن الثوار طيلة حكمها وكان قمع قحت للثوار وتبريرهم له، وشهدت اللجان التجاهل لبرامجها ونداءاتها للحكومة، وكان اغتيال واستشهاد بهاء في معتقلات الدعم السريع وملابسات استشهاد ودعكر وجثمانه الأليم نماذج للفشل، لكنها نضالات وتضحيات تؤكد استمرار المقاومة لسياسات التحرير الاقتصادي. إن مقتل الانتقال لم يكن في خذلان شخص حمدوك الليبرالي، وكونه المنتقى من صفوف اليسار لتسويق وإعادة إنتاج السوق الحر وعسفه في تعميق فقر السودان – فقط -، بل يتجذر كما أوضحنا في الحزب الشيوعي في خطأ الاتفاق السياسي الذي تأسست عليه السلطة، وهو مبدأ التسوية، فالمساومة فشلت في وضعية التفويض، فكيف يتأتى لقحت النجاح في المساومة بدون تفويض، ولقد برهنت تجربة الهبوط الناعم بعيداً عن التخوين أن المساومة لن تبني وتحقق التغيير في السودان. وتعلمنا أن الحل في المدنية الكاملة وأن العسكر للثكنات، والمليشيات للحل والإدماج في المجتمع ولا يمكن الانتقال دون المدنية الكاملة وولاية المالية الكاملة على الموارد، وأن المصالح الدولية لا تتكامل مع المصلحة الوطنيه في ظرف انقسام وتشطي السلطة بل قد تتناقض، وأن النيوليبرالية خداعة، وتسوق الجماهير نحو السحق الشامل بترديد تضليلها وخداعها وليس ببعيد عن الأذهان خدعة رفع الدعم وسيد البرادو التي يعاني منها الآن كل شعبنا بمرارة.
*كيف ترى ميثاق سلطة الشعب وهل سيلعب دورا في حل الأزمة في ظل دعوات البعض بإبعاد الأحزاب السياسية من العملية السياسية؟ ـ
النادي السياسي السوداني القديم مسؤول عن تقديم أسوأ التجارب، فطبيعي ظهور هذه الدعوات غير الديمقراطية لكنها أيضاً تعبر عن احباط معمم وبها قدر من عدم النضج الممزوج بمرارة التجارب، لقد ظللنا في الحزب الشيوعي نعمل ونحلم أن تتقدم الطبقة العاملة (عبر التنظيم)، فعلى سبيل المثال ظللنا نعمل بشكل دوؤب لدعم وتنظيم تحالفات المزارعين لعلمنا أن المد الثوري لن يحسم الصراع لمصلحة المسحوقين بدون الطبقة العاملة المنظمة، فالبرجوازية لن تقود الثورة لمصلحتهم ولن تصل بها لغاياتها المرجوة وتوظيفها في مصلحة الوطن.
شخصياً، أجدني متفائلاً بمجهود الثوار الضافي في الولايات في صياغة ميثاقهم ولرفضهم سيطرة النخب ومرونتهم في التوصل مع ثوار الخرطوم لميثاق موحد.
ومع ذلك تظل هناك واجبات ثورية عديدة عالقة مثل تأسيس القيادة عبر مجلس الثوار ، ووضع دستور انتقالي مؤقت والوصول مع المكونات السياسية الأخرى لإعلان سياسي، ولا يتعارض كل هذا مع التصعيد بل إن الوصول إليه في أجواء التصعيد يجنبه اختطاف الانتهازية.
*هنالك دعوات للاعتصام حتى الإسقاط هل تصلح تلك الآلية في ظل سيطرة مجرمي فض اعتصام أبريل على مفاصل الدولة واستمرارهم في الانتهاكات ؟ ـ
نعم وهناك دعوات للإضرابات والعصيان المدني، وكلها أشكال سلمية، سيفعلها شعبنا ويعيد تفعيلها، لكن نجاحها يظل رهين بمدى جاهزية القيادة الميدانية لتأمين الاعتصامات في الأيام الأولى ومواقعها، ومع كل هذا لابد من التحضير الجيد وانحياز قوات نظامية لحماية أي اعتصام.
المصدر: مداميك