التهديد بالحرب امر مرفوض تماما
اخبار نشرت قبل أيام تركز فى مجملها على تأكيد بعض الموقعين على سلام جوبا للعودة إلى الحرب حال فض الشراكة بينهم والعسكر والتى نالوا بموجبها مناصب حكومية.
القيادي بحركة العدل والمساواة سيد شريف جار النبي قال لصحيفة السوداني: إذا انفضت الشراكة بيننا والحكومة فالنتيجة ستكون الحرب.
ونقول الأخ جار النبى على رسلك يا استاذ ، فهذا الكلام رفضه كثيرون وحق لهم ان يرفضوه ، وأنت تعلم أن الحرب غير مرحب بها ابدا ، ولايمكن ان نقبل لجوء طرف إليها لفرض رؤاه على الآخرين.
آخرون استنكروا التهديد بالحرب واعتبروا انه سلوك العاجز وقالوا ان هذا المنطق البائس يعنى بوضوح ان من حازوا المناصب وتمتعوا بالامتيازات بعد سلام جويا يريدون الاحتفاظ بها ولايتخلون عنها والا فالحرب ، وهذا كلام مرفوض جملة وتفصيلا.
الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة ، سليمان صندل حقار وصف الحوار الذي يجري الآن بأنه حوار تكتيكي بين أطراف سياسية لكيفية إدارة الفترة الانتقالية بدون أن يفرض أي طرف أجندته الحزبية.
ونقول للأخ صندل أليس التهديد بالعودة للحرب هو ماتحذر منه وترفضه؟ أليس فرضا للأجندة الحزبية بالقوة على الآخرين؟ ما هذا التناقض يا استاذ.
وممن علقوا بكلام منطقى وجميل على التهديد بالحرب الاستاذ المعروف
بركة ساكن الذى كتب يقول :
من أغرب الأمور في هذه الايام، أن يهدد بعض المنتسبين للحركات المسلحة بأنهم قد يرجعون إلى الحرب!
بعض الملحوظات والأسئلة الصغيرة:
أولا: في السابق كنتم تحاربون حكومة البشير، من أجل اهداف سامية ونبيلة، أقلها الدفاع عن حق الحياة والمواطنة، والآن أنتم متحالفون مع لجنته الأمنية وتأتمرون بأمرها.
ثانيا: إذا كنتم تحاربون في السابق من أجل الحريات، فأنتم الآن تدافعون عن الانقلاب العسكري الذي يقمع الحريات ويقتل المتظاهرين، ويدير الحرب في دارفور والشرق وكردفان.
ثالثا: إذا كنتم، سابقا، تدخلون في معارك ضد جيش الحكومة المركزية والجنجويد ومليشياتها العقائدية، انتم الآن حلفاء للعسكر والجنجويد، بل جزء لا يتجزأ من النظام المركزي.
رابعا: من ستقاتلون الآن؟
ولماذا وأين وكيف؟؟
هل ستهاجمون المواطنين في القرى والأرياف والمدن؟ في خندق واحد من الجيش والجنجويد، والمليشيات الأخرى؟
حقيقة احتاج لاجابة: من ستقاتلون؟؟
ملحوظة: أظن من الافضل أن تقفوا مع شعوبكم، من أجل دولة القانون والعدالة، دولة السلام والمحبة.
انتهى كلام الاستاذ بركة وعلى المعنيين ان يردوا.
السيد شريف جار النبى رفض اتهامهم بانهم يهددون بالحرب وقال :
أنا ذكرت معطيات الواقع السياسي السوداني، ما يجري في السودان هو صراع من أجل السلطة، مجموعة المجلس المركزي فقدت السلطة والآن تحاول تجنيد الشارع من أجل عودتهم لها مرة أخرى، ونحن نريد تأسيس دولة جديدة أساسها المواطنة، وإدارة التنوع، القضية قضية وطن وليست قضية سلطة .
وعلى العموم لابد أن يعرف الجميع أن الحرب ليست خيارا مطروحا قط وان القضية قضية وطن وليست قضية سلطة كما قال الأستاذ جار النبى وليت الكل يعملون بهذا الكلام وينزلونه على أرض الواقع.
سليمان منصور