البحرين تجبر مواطنيها على التطبيع
يعيش مواطنو البحرين أزمة من نوع خاص قد لايكون غيرهم من الشعوب المبتلاة بحكومات متصهينة سائرة فى فلك العدو ومنضمة إلى جوغة المطبعين ، قد لاتكون شعوب أخرى تعانى مايعانيه اهل البحرين.
اقول يعانى شعب البحرين من مشكلة خاصة تتمثل فى إجبار الحكومة لمواطنيها على الانضمام قهرا إلى التطبيع ، وتنفيذ ما من شانه ان يجعلك تتعامل مع عدوك وانت مجبر على ذلك.
المعروف عن شعب البحرين كما هو الحال عند غيره من الشعوب العربية والمسلمة انه ضد التطبيع ، ولايقبل ما اقدمت عليه حكومته من خطوات فى مسار ترسيخ العلاقات مع الكيان الصهيونى المجرم ، لكن الحكومة فى المنامة تصر على إلزام مواطنيها على ما لا يرغبون فيه ، فهى قد فتحت الباب امام شركات كثيرة للدخول إلى السوق البحرينى ، وتعمل هذه الشركات فى مختلف المجالات ، وبالتالى فان وجودها فى البلد يعنى ان المواطن مضطر للتعامل معها ، فالتجار لايجدون بضائع الا عند مناديب هذه الشركات ، والمواطنون أنفسهم لايجدون مايلبى احتياجاتهم اليومية الا عند مراكز تسوق تتبضع من الصهاينة ، وحتما هناك مواطنون يرفضون بشكل مطلق التعامل مع الصهاينة ، وهؤلاء سوف يتعرضون لمشاكل كبرى فى العمل اقلها انهم لن يستطيعوا منافسة البضاعة الإسرائيلية التى تحظى بتسهيلات جمة ، وإذا افترضنا ان التاجر المقاوم للتطبيع رفض التعامل مع الشركات الصهيونية فهذا يعنى انه سوف يخرج من السوق رويدا رويدا ، وما ينطبق على التاجر يواجه المواطن العادى الذى لا يرغب فى التواصل مع الصهاينة قط ، ولايرتضى ان يكون من المطبعين ، لكن حتما ستواجه التاجر والمواطن الرافضين للتطبيع ستواجهما ضغوط متزايدة يوما بعد يوم خاصة اذا مرت الخطة كما ارادتها الحكومة ، وهذا ما سيجعل اى محاولات لمقاومة التطبيع تتعرض لضغوط مستمرة بهدف إجبار الجميع على الرضوخ مكرهين لجعل التعامل مع الإسرائيلى أمرا عاديا.
نقول ان شعب البحرين يختص بمواجهة هذه المشكلة ، فمع انه ليس الشعب الوحيد فى المنطقة الذى طبعت حكومته لكنه الوحيد الذى وجد نفسه مضغوطا من حكومته على مسايرة التطبيع والمطبعين ، وتضييق الفرصة أمامه حتى يتم قتل حالة المقاومة والرفض الشعبى للكيان الصهيونى المتجذر فى أعماق هذا الشعب الكريم ، فهاهو الشعب المصرى مثلا ومنذ اكثر من أربعين عاما وقد طبعت حكومته لكن الرفض الشعبى للتطبيع طاغ جدا فى الشارع ولايمكن تمرير مثل ما تريده حكومة البحرين ، وهاهو شعب الإمارات يعلن رفضه للتطبيع ولاتلزمه حكومته كما ارادت حكومة المنامة مع ان الحكومة الإماراتية منغمسة بالكامل فى وحل التطبيع الاسن ، وما يقال عن شعب مصر والإمارات يقال عن الشعبين الأردنى والمغربى ويبقى الشعب البحرينى يعانى وحده لؤم حكومته وقبح صنيعها.
سليمان منصور