أوروبا تخشى الخسارة امام روسيا
انخرطت أوروبا بكاملها فى الحرب ضد روسيا ، وبمختلف الوسائل اشترك الأوروبيون فى معاداة روسيا ، واعلنوا رسميا مضيهم فى الحرب الاقتصادية ، عسى أن تؤدى الخطوة الى أضعاف روسيا ، وتحديد تحركاتها ، وسرعة انكفائها عن أوكرانيا ، وجاءت الخطوات الاوروبية بعد الخوف من الاشتراك العسكرى المباشر فى الحرب الاوكرانية ، وتخشى أوروبا اليوم من تعرضها للانتكاسة بعد ان طبقت العقوبات الاقتصادية على روسيا ، وتمكنت الأخيرة من الضغط المضاد ، ونفذت تهديدها بايقاف تصدير الغاز وبيعه لكل من لايسدد مقابله بالروبل ،
وكانت أوروبا فى البداية قد تمنعت ظنا ان موسكو لن تستطيع تطبيق هذا القرار ، لكن الحزم الروسى والبداية الفعلية فى تنفيذ هذا القرار الخطير سارع بتنامى الخشية الاوروبية من الهزيمة ، وبالفعل استشعرت روسيا النصر قبل التنفيذ الفعلى للقرار إذ ظل الروبل الروسى يسجل ارتفاعا مستمرا فى قيمته مقابل الدولار ، وهو عكس ما ارادته أوروبا وامريكا بفرضهما العقوبات على موسكو فإذا بالمعادلة تعود عليهما عكسية ، ومحت العملة الروسية كل خسائر الحرب وارتفعت لأعلى مستوى أمام الدولار منذ مارس 2018 مسجلة مايقارب ال 58 روبلا للدولار بعد ان كانت فوق ال 70 ، وهناك توقعات باستمرار تسجيل الروبل المزيد من القوة أمام الدولار خاصة مع توجه بعض الاوروبيين فى التفكير جديا فى شراء الطاقة الروسية بالروبل.
صحيفة الغارديان البريطانية واسعة الانتشار تحدثت مؤخرا عن تسجيل روسيا إنتصارا فى الحرب الاقتصادية،
ورات الصحيفة أن العقوبات الغربية ضد روسيا لن تجدي نفعا ، وتوقعت إبرام صفقة عاجلا أم آجلا مع روسيا والانهاء الفعلى للعقوبات وان تم الابقاء عليها شكليا.
وقالت الصحيفة ان الشهور الثلاثة الماضية شهدت تسجيل روسيا إنتصارا فى الحرب الاقتصادية التي تخوضها ضد أمريكا والغرب.
وقالت الصحيفة ان العقوبات كان لها تأثير ضار على من فرضوها إذ بسببها زادت قيمة المحروقات وباتت أوروبا تخشى تغييرات كبيرة فى اكثر من باب بسبب زيادة اسعار الوقود والمحروقات بشكل عام مما انعكس سلبا على حياة الناس ومعاشهم ، وان الشعوب الاوروبية لن تستطيع الصبر طويلا على هذا الوضع ، وأنها حتما ستنتفض ضد حكامها ، وترفض دفع ثمن سياسات حكوماتها ، وهذا فى حد ذاته هزيمة لأوروبا بحسب الصحيفة ، ناهيك عن أن فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا من قبل أوروبا والغرب ككل ادى لزيادة تكلفة صادرات النفط والغاز الروسية، مما أدى إلى تعزيز ميزانها التجاري بشكل كبير وتمويل مجهودها الحربي ، وهذا انتصار روسى واضح.
سليمان منصور