السعودية وامريكا ممثلين غير بارعين
لا يمكن لأى حصيف او حتى قليل انتباه ان تمر عليه التمثيلية السعودية الامريكية سيئة الاخراج والتى لم يفلح فيها الممثلون فى لعب الأدوار المطلوبة منهم ، وبالتالى جاءت مكشوفة ولم تنطل على احد.
ومن المعلوم ان الرئيس الامريكى جو بايدن يستعد هذه الأيام لزيارة السعودية وهى الزيارة الأولى له منذ تسلمه الرئاسة ، وتاتى الزيارة المرتقبة فى أجواء ظاهرها فتور العلاقات كما يقال وان كان هذا لايمكن تصديقه فلا واشنطون تتخلى عن احد اكبر وأهم حلفائها فى المنطقة ان لم نقل فى العالم ككل ، ولا الرياض نستغنى لحظة عن العلاقة مع واشنطن ، وإذا أردنا ان نتخلى قليلا عن المجاملة ونكون اكثر صراحة لقلنا ان الرياض تابعة لواشنطون ومؤتمرة بامرها ، وليست هى بالصديق ولا الند ولا الشريك ، ولايمكن ان نسميها حليفا الا تجاوزا ، فهى طائعة ولا تناقش اصلا ، ناهيك عن ان تعترض على اى طلب او امر أمريكى.
يأتى هذا الكلام ونحن نسمع ان الرئاسة الأمريكية قد تتصالح مع القيادة السعودية وتمرر رغبة ولى العهد محمد بن سلمان فى اعتلاء العرش وتعيين شقيقه الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع الحالى وسفير بلاده السابق فى أمريكا تعيينه وليا للعهد ، وإنهاء الفتور المزعوم فى العلاقة مع واشنطون والذى قيل انه كان طابع العلاقات بعد خسارة ترامب وصعود بايدن ، لكن هذا الكلام لايستقيم فليس من خلاف اصلا بين الجانبين ، وليست الرياض فى مقام من يخالفون واشنطون او يختلفون معها ، وما يقال ليس إلا لعبا على الناس وتمثيلية لن تقنع أحدا.
من جهة أخرى تحاول بعض الجهات خدمة لمحمد بن سلمان يحاولون ترويج ان علاقاته مع اسرائيل ليست كما ترغب واشنطون لذا فان الأخيرة سوف تتوسط لدى الرياض لاتمام عملية التطبيع مع العدو ، وكان النظامين ليسا على وفاق ، نقول هذا الكلام ونحن نقرأ ان وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن اتصال تم بين وزيري الخارجية الأميركي والسعودي من أجل التحضير لزيارة بايدن للرياض ووساطة واشنطن بين السعودية وإسرائيل.
ونتساءل ما هو الخلاف بين القيادة فى السعودية وإسرائيل حتى تتوسط بينهما أمريكا ؟ وهل تعودت الرياض ان تناقش واشنطون او تفاوضها اساسا فى امر ما ؟ وهل هى الا مستسلمة دوما ؟ ونتساءل أين ومتى وحول اى امر اختلفوا ؟.
ألم يتفقوا معا – أمريكا وإسرائيل والسعودية – حول سوريا واليمن والعراق وايران والمقاومة ككل؟ ففيم واين الخلاف ياترى؟
إن السعودية وامربكا وإسرائيل متفقون تماما فى معظم الملفات التى أشرنا إليها أعلاه وربما غيرها ، بل من المؤكد انهم متفقون بشكل اساسى
فى كل شيئ وما يحاولون أيهامنا انهم مختلفون حوله كقضية خاشقجى ليست الا كذبة كبرى فلا أمريكا مهتمة بقضايا حقوق الإنسان والحريات وإنما هى داعمة لاعتى الانظمة استبدادا فى العديد من مناطق العالم ويكفى رعايتها وحمايتها الكاملة لدولة الفصل العنصرى إسرائيل فهل يمكن لأحد أن يصدق ادعاء هذا أو ذاك ان أمريكا تولى اهتماما بحق او يهمها مظلوم.
سليمان منصور