ضرورة تعدد صور المقاومة
تتعدد صور المقاومة وجميعها تصب فى مناصرة المظلومين ومجابهة الاحتلال وبيان الحقائق من الزيف والتضليل الذى دابت بعض الجهات على بثه والترويج له حتى ليخيل إلى بعض البسطاء المخدوعين ان ماتضخه وسائل الإعلام المرتبطة بالاستكبار من مادة وتدعو له من مواقف هو الحق ، وهنا تبرز أهمية الدور الذى يقوم به المقاومون كل من موقعه فى بيان زيف وخداع الكثير من الجهات ، وواحدة من أهم جبهات المقاومة هى جبهة نشر الوعى واعادة كثيرين الى جادة الصواب بعد ان أثرت فيهم الآلة الاعلامية الضخمة المدعومة بصورة كبيرة جدا من الواقفين خلفها وهذه بعض الفضائيات العربية والمواقع الإخبارية والسياسية اضافة إلى آلاف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعى والتى تجتهد صباح مساء لشيطنة المقاومة والترويج للتطبيع وثقافة التخلى عن مناصرة المظلومين ، وتظهر بوضوح بعض المفاهيم التى يراد لها أن تسود كالقول بان فلسطين ليست قضيتنا وان هناك فلسطينيين ارتضوا التطبيع مع العدو فما بالنا نحن نعترض وقد وافق اهل الشأن ، والى غير ذلك من الترهات والاباطيل التى يروج لها كثيرون ومن بينهم بكل اسف مواقع اعلامية وصحف وفضائيات كانت يوما ما مع الحق الفلسطيني وضد العدو الصهيونى وترفض اى تواصل معه لكن انقلب الحال وتبدل الوضع.
فى مثل هذه الأجواء والظروف التى تعيشها منطقتنا ومع الهجمة الشرسة التى تشنها العديد من الدوائر على المقاومة هناك اشراقات تبث الأمل فى النفوس وتقول ان النظام العربى مهما تخاذل ومضى نحو التطبيع واختار طريق الذل والهوان وعمل على التواصل مع العدو الصهيونى او على الاقل لم ير مانعا فى ذلك، رغم هذا فان هناك اشراقات توضح مواقف الشعوب العربية الرافضة بشدة لتوجه واختيار حكوماتها ، وقد راينا مواقف عزيزة وشريفة فى العراق والجزائر وتونس ، والحديث عن سن قوانين تجرم التطبيع وترفض بشكل قاطع التواصل مع العدو ، ولا بد أن نحيي البرلمان العراقى الذى سبق الآخرين واعتمد قانون تجريم التطبيع.
ومن صور المقاومة التى يجب تايبدها والاشادة بها ملتقى الفن المقاوم الذى تستضيفه تونس هذه الأيام تزامنا مع أعياد المقاومة والتحرير فى لبنان ، ففى تونس يلتقى فنانون مقاومون أعلنوا مناصرتهم للحق الفلسطينى ولمحور المقاومة ككل ، واختاروا ان يشاركوا فى معركة الوعى وبيان الحقيقة باعتبارها إحدى ركائز العمل المقاوم ، فالتحية لهؤلاء الاحرار الشرفاء وهم يمثلون نبض الشارع العربى ويدقون مسمارا فى نعش النظام العربى المهترئ الذى اختار ان يقف ضد ارادة شعبه ويصطف مع العدو.
بدا مهرجان الفن المقاوم فى العام 2020 وهذه دورته الثالثة وقد زاد عدد المشاركين وتنوعت الأعمال المشاركة وتصب جميعها فى خانة مناصرة المظلومين ومواجهة المستكبرين المعتدين.
التحية لكل مقاوم شريف حر وهو يؤدى دوره الجهادى من الموقع الذى هو فيه ، وتتكامل جهود الجميع كل من الزاوية التى يقف فيها والثغرة التى يسدها وصولا إلى انتظام حالة المقاومة فى الأمة وصيروتها وصفا دائما ثابتا للأمة ككل وبهذا يتحقق النصر ونجنى جميعنا ثمار وحدة الصف والالتفاف حول الحق ومناصرة المظلوم.
سليمان منصور