تشهد انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الفترة الأخيرة، تصاعد استهداف الأطفال الفلسطينيين بالقتل في مختلف المناطق الفلسطينية، وخاصة في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين.
وفجر اليوم الأربعاء، استشهد الطفل الفلسطيني غيث رفيق يامين (16 عاما)، متأثرا بجروح حرجة، أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في رأسه، في منطقة قبر يوسف بنابلس.
رصاص إسرائيلي قاتل
وقبل ذلك بثلاثة أيام فقط، استشهد الفتى أمجد وليد فايد (17 عاما) برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
حتى إن انتهاكات جيش الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين امتدت لاستخدامهم كدروع بشرية.
وأكدت “الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال/ فرع فلسطين”، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم الطفلة عهد مرعب (16 عاما) كدرع بشري أمام مركبة عسكرية إسرائيلية خلال اقتحام جنين في 13 أيار/ مايو الجاري.
وفي تعليقه على استشهاد ابنه برصاص جيش الاحتلال فجر اليوم، أكد رفيق زياد يامين (45 عاما) الذي غلفه الحزن الشديد على فراق طفله الشهيد غيث، أن جيش الاحتلال يستهدف الأطفال الفلسطينيين بشكل “متعمد بقصد القتل”.
وأوضح في حديثه لـ”عربي21″، أن “الاحتلال يمارس سياسية التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني”، مضيفا: “لك أن تتخيل، أن طفلا يصاب برصاصة في رأسه وتفجره؛ تدخل وتخرج منه، وذات الرصاصة تصيب شخصا آخر، وهذا دليل أنه أطلق عليه من مسافة قريبة من قناص إسرائيلي بقصد القتل العمد، وليس الإصابة فقط”.
ولفت يامين، إلى أن “جيش الاحتلال يطلق الرصاص بشكل مقصود من أجل قتل أطفالنا وشبابنا، وهو مستمر في ارتكاب هذه الجرائم، والحمد لله، والوطن يحتاج إلى التضحية”.
ونبّه الأب الفلسطيني، إلى أن “الاحتلال وعبر القتل العمد للأطفال يريد قتل القضية الفلسطينية، لكنه لا يعلم أنه بذلك يزيد تمسكنا بقضيتنا وأرضنا ووطننا وحقوقنا، كما أنه يضاعف عزيمتنا”.
حماية الأطفال واجبة
وفي رسالته إلى الشباب الفلسطيني، شدد والد الشهيد على أهمية “الصمود في وجه جيش الاحتلال، ونحن معهم بلا نهاية”، راجيا أن تكون “نهاية الاحتلال قريبة، بإذن الله”.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني “حشد” الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي، أن “استهداف المدنيين الفلسطينيين سياسية إسرائيلية، كما أن تعمد استهدف الأطفال هو جريمة بحد ذاته، يرتكبها الاحتلال بشكل متكرر”، منوها إلى أن “جيش الاحتلال قتل منذ مطلع العام الحالي 60 مواطنا فلسطينيا ثلثهم من الأطفال”.
وأوضح في حديثه لـ”عربي21″، أن “استمرار استهداف الأطفال بشكل خاص والمدنيين الفلسطينيين بشكل عام، يأتي بسبب غياب مساءلة دولة الاحتلال، التي تتصرف كدولة مارقة تتنكر لكل قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الذي وفر حماية خاصة للأطفال، عدا عن الحماية التي وفرتها اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكول عمان القاضي بحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة”.
ولفت عبد العاطي، إلى أن “الاحتلال يشن عدوانا واسعا على المدنيين وفي القلب منهم الأطفال، ولذلك فإن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأطفال؛ من قتل وتعمد الإصابة وفرض الإقامات الجبرية خاصة في الضفة والقدس، كل هذه تعد جرائم حرب تتطلب مساءلة ومحاسبة الاحتلال، كما أنها تتطلب تدخلا دوليا لتوفير الحماية للأطفال وللمدنيين الفلسطينيين عموما”.
المصدر: عربي21