تم أنشاء الجامعة العربية المفتوحة بالسودان بقرار وزاري في العام 2013 وتستمد الجامعة بالسودان مقرراتها من الجامعة المفتوحة ببريطانيا، ولغة الدراسة في الجامعة هي اللغة الإنجليزية، وتخضع المناهج الدراسية للمراجعة باستمرار كل خمسة أعوام، وتتبع الجامعة نظاماً صارماً لضمان جودة المدخلات والمخرجات للعملية التعليمية (Quality Assurance).
و أجرت وكالة السودان للأنباء حوارا مع الدكتور إيهاب عبد الرحيم الضوي مدير الجامعة العربية المفتوحة بالسودان استعرض خلاله تاريخ الجامعة ونظام التعلم بها واسس القبول بها فالي مضابط الحوار.
س- متي تم إنشاء الجامعة ؟
ج- الجامعة العربية المفتوحة بالسودان أنشئت بقرار وزاري عام 2013م، ويرعى المشروع بشكل عام برنامج الخليج العربي للتنمية (آجفند)، وتتبع الجامعة في إدارتها وأنظمتها الأكاديمية والإدارية للمقر الرئيس بدولة الكويت.
س:حدثنا عن شراكة الجامعة مع الجامعة البريطانية المفتوحة؟
ج- دخلت الجامعة العربية المفتوحة في شراكة مع الجامعة البريطانية المفتوحة التي تأسست بشكل كامل عام 1969م، وهي غنية عن التعريف، والجامعة المفتوحة ببريطانيا هي أكبر مؤسسة أكاديمية في المملكة المتحدة وأوروبا من حيث عدد الطلاب، وتوصف بأنها واحدة من أكبر الجامعات في العالم، ويوجد بها أكثر من 1000 عضو أكاديمي في مجال البحث، وأكثر من 2500 موظف واداري الى جانب موظفي الدعم. وتوفر الجامعة البريطانية المفتوحة فرصة التعليم الجامعي للراغبين في مواصلة التعليم العالي بدوام جزئي، بما في ذلك الأشخاص ذوي الاعاقات الصحية الذين هم رسمياً الفئة التي لها الأولوية في الدراسة بالجامعة، وكذلك لدينا في السودان.
وتستمد الجامعة العربية المفتوحة بالسودان مقرراتها من الجامعة المفتوحة ببريطانيا، وبالتالي فإن لغة الدراسة في الجامعة هي اللغة الإنجليزية، وتخضع المناهج الدراسية للجامعة للمراجعة باستمرار كل خمسة أعوام، وتتبع الجامعة نظاماً صارماً لضمان جودة المدخلات والمخرجات للعملية التعليمية (Quality Assurance)، وذلك من خلال توحيد وتقنين أساليب التقويم، وتبنِّي نظام الممتحن الخارجي في كافة المقررات الدراسية والبرامج الأكاديمية بنهاية كل فصل دراسي، وتخضع مرافق الجامعة وبرامجها الأكاديمية البريطانية لإجراءات المراجعة والاعتماد من قبل هيئة الاعتماد التابعة للجامعة المفتوحة (Open University Validation Services-OUVS) والتي تخضع بدورها لمعايير الاعتماد البريطانية وذلك بشكل دوري كل خمس سنوات. لقد تمت مراجعة واعتماد الجامعة العربية المفتوحة من قبل ثلاث هيئات معتمدة وذلك لأربع دورات متتابعة منذ إنشائها في عام 2002؛ حيث اعتمدت هذه الجامعة للفترات 2002-2007، 2007-2012، 2012-2017، و2017-2022.
بموجب تلك الشراكة، يحصل الخريج من الجامعة على شهادتين: واحدة من الجامعة العربية المفتوحة، وأخرى من الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة؛ الأمر الذي يجعل الجامعة العربية المفتوحة تتمتع بميزة تنافسية فريدة من نوعها في العالم العربي، تساعد على فتح آفاق واسعة للخريج لدخول أسواق العمل العربية، والدولية بكل ثقة.
س:ماذا عن نظام التعليم والتعلم في الجامعة؟
ج- تعتمد الجامعة على نظام التعليم المفتوح، الذي يتميز بالمرونة في استيعاب قاعدة واسعة من الراغبين في متابعة تحصيلهم العلمي الأكاديمي العالي، مما يتيح فرصاً كثيرةً للمؤهلين منهم والراغبين في تكملة مسيرتهم التعليمية. يتمثل نظام التعليم المفتوح في الجامعة العربية المفتوحة في التوفيق بين اللقاءات الصفية المباشرة بين المعلم والمتعلم، Face to Face Tuition، والتعلم الالكتروني E-learning، والتعلم الذاتي من جانب المتعلم Self-Learning. وتستند الجامعة العربية المفتوحة في التدريس على الجمع بين هذه الأنظمة الثلاثة إضافة إلى استخدام الوسائط التقنية الحديثة، ومكونات متنوعة أخرى تهدف إلى توفير بيئة مناسبة لدعم التعليم المدمج (Blended Learning) كما يتم توفير المكتبات الورقية المشتملة على أحدث الكتب والمراجع الدراسية التي يتم تزويد الجامعة بها من كبريات دور النشر العالمية، إضافة الى الكتب الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر لكافة برامج الجامعة العلمية، بحيث يساعد كل ذلك في ملاءمة عملية التعلم مع ظروف الطلبة وقدراتهم. إن هذا النموذج الفريد في التعليم يجعل الجامعة العربية المفتوحة تتميز على كثير من رصيفاتها من الجامعات السودانية.
س:من خلال حديثك أعلاه، فإن الجامعة تستخدم كتباً ورقية في التدريس. ما تعليقك؟
ج- بشكل محدود نعم؛ حيث إن الجامعة العربية المفتوحة بالسودان تحولت منذ العام الأكاديمي 2018-2019 إلى الكتب الإلكترونية؛ حيث تم التخلي التدريجي عن الكتب الورقية ، وفي بعض المقررات بلغت نسبة التحول إلى الكتب الإلكترونية 100%، وهذا يرجع إلى رؤية الجامعة الحديثة في تسهيل عملية التعليم والتعلم خاصة وأن الكتب الدراسية الورقية أصبحت تشكل عقبة للطلاب مع ارتفاع تكاليف شرائها ونقلها وتوفرها، وهذا التحول وجد قبولاً كبيراً من الطلاب خاصة بعد ظهور جائحة كوفيد 19 وتأثيرها على التعليم بكل العالم. لدينا بعض المقررات لا زلنا نستخدم فيها كتباً ورقية، وسنعمل على استبدالها بكتب الكترونية قريباً إن شاء الله.
س:ما الفرق بين التعليم المدمج المفتوح الذي تنتهجه الجامعة والتعليم عن بعد؟
ج- عبارة (تعليم مفتوح) يجب أن لا تترسخ في الاذهان بشكل يشير إلى تعليم عن بعد بشكل كامل، فالتعليم بالجامعة العربية المفتوحة هو تعليم نظامي يتبع نموذج التعليم المدمج كما أسلفت سابقاً؛ حيث توجد لدينا قاعات دراسية بمبنى الجامعة، وهذه القاعات بها أحدث الأجهزة التعليمية، وهذه الأجهزة مربوطة بنظام إدارة تعلم متكامل نسميه الــ(LMS) توضع به المواد الدراسية والخطط الدراسية للطالب بالإضافة الى الحاقه بالمكتبة الالكترونية الشاملة للجامعة، والتي توجد بها أحدث الدوريات والمجلات العالمية المحكمة لمساعدة الطلاب في الحصول على المعلومات اللازمة في كتابة واجباتهم الدراسية، إضافة إلى المكون الثاني من التعليم المدمج وهو المكون الإلكتروني حيث يتم تسجيل المحاضرات ووضعها على المنبر التعليمي ليتمكن الطالب من الحصول عليها إذا فاته حضورها في القاعات الدراسية أو لم يشاهد بثها حية من خلال الفصول الافتراضية التي طبقتها الجامعة بنجاح خلال جائحة كورونا واستمرت في تقديمها الى وقتنا هذا مما مكن الطلاب من استكمال مسيرتهم التعليمية والتخرج من الجامعة وفقاً للخطة الاكاديمية المرسومة لهم. أما المكون الثالث فهو التعلم الذاتي وهو أن يقوم الطالب بدراسة المقرر لوحده والتواصل مع الأستاذ بخصوص أي استفسارات، عبر البريد الإلكتروني أو المنبر التعليمي ويقوم الأستاذ بالإجابة عن استفسار الطالب تلقائياً وفقاً لهذا التواصل. أما التعليم عن بعد فهو يعني وجود مصدر المادة التعليمية في مكان والمتعلم أو المتلقي في مكان آخر يختلف جغرافياً عن مكان المصدر وهو ما لا ينطبق على جامعتنا بشكل كامل.
س:حدثنا عن اعتماد الجامعة فى السودان؟
ج- الجامعة العربية المفتوحة بالسودان معتمدة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في السودان وكذلك من الجامعة البريطانية المفتوحة ودول الاتحاد الأوربي ويحصل طلابنا بالجامعة على شهادتين: الأولى تمنحها له الجامعة العربية المفتوحة بالسودان باعتماد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وفقاً للاتفاقية المبرمة بين صندوق آجفند والوزارة، والثانية تأتي مباشرة من الجامعة المفتوحة ببريطانيا وفقاً لاتفاقية الشراكة بين الجامعتين، وبالتالي فإن هذه الجامعة تعتبر جامعة سودانية، عربية، بريطانية وهي ميزة لا تتوفر في باقي الجامعات السودانية.
س:ماذا عن استراتيجية الجامعة الموضوعة؟
ج- نسعى الآن في الجامعة العربية المفتوحة بالسودان للانتشار الجغرافي بشكل أكبر، وذلك من خلال إنشاء مراكز ولائية للجامعة، بالتعاون والتنسيق مع جامعات تلك الولايات، وقد بدأنا بالفعل بولايتي النيل الأزرق وسنار، وسنعمل على إنشاء المراكز بهاتين الولايتين كبداية، خاصة وأن التعليم الإلكتروني أصبح مطلبا لكثير من الطلاب، خاصة في ظل الظروف الحالية.
س:حدثنا عن رسوم الدراسية؟
ج- نعم، الرسوم الدراسية المقررة على الطلاب السودانيين سنوياً هي رسوم منخفضة مقارنة مع باقي الجامعات بالسودان، خصوصاً وأن الجامعة هي مؤسسة تعليمية غير ربحية في المقام الأول، وكذلك الحال بالنسبة للطلبة غير السودانيين، ويدرس حالياً معنا طلاب من جنسيات عديدة.
س:هل الجامعة نظامية وفقاً لحديثك السابق عن نموذج التعليم المعتمد بها؟
ج- نعم بكل تأكيد فإن التعليم نظامي بالجامعة العربية المفتوحة، وبه كثير من المرونة كذلك، فهو يتناسب مع ربات البيوت والموظفين، الى جانب الطلبة حديثي التخرج من المرحلة الثانوية. كما يتناسب هذا النموذج مع العديد من شرائح المجتمع الأخرى ولكل الفئات العمرية كذلك.
س:وماذا عن البرامج الأكاديمية والتخصصات المتاحة بالجامعة؟
ج- لدي الجامعة العربية المفتوحة بالسودان حالياً ثلاث برامج أكاديمية، هي إدارة الأعمال ويضم داخلها تخصص إدارة الأعمال وتخصص المحاسبة، وبرنامج في تخصص تقنية المعلومات والحوسبة، وبرنامج في تخصص اللغة الإنجليزية وآدابها.
سنقوم قريباً بتفعيل برنامج التربية المجاز مسبقاً، كما سنقوم بإتاحة برنامج في اللغة العربية للناطقين بغيرها، ضمن خطط الجامعة الأكاديمية إلى جانب طرح تخصصات أكاديمية أخرى سيكون لإضافتها أثر كبير في رفد سوق العمل بالسودان بكوادر بشرية مميزة إن شاء الله.
س:ماذا عن التجسير أو التصعيد لدرجة البكلاريوس؟ هل هو متاح بالجامعة؟
ج- نعم بالتأكيد، يمكن للطلاب الحاصلين على درجة الدبلوم التصعيد أو التجسير بالجامعة العربية المفتوحة في التخصصات التي ذكرتها لك حتى وان كانوا راسبين في مادة أو مادتين في الشهادة السودانية استناداً لقرار وزارة التعليم العالي الصادر بهذا الشأن، وفقاً للقيد الزمني المقرر من الوزارة. فمثلاً الطلاب الحاصلين على الدبلوم بتقدير ممتاز يحق لهم التصعيد بعد سنة من حصولهم على الدبلوم، والحاصلين على تقدير جيد جداً يمكنهم التصعيد بعد سنتين من تاريخ حصولهم على الدبلوم، أما الطلاب الحاصلين على تقدير جيد فيمكنهم التصعيد بعد ثلاث سنوات من تاريخ حصولهم على الدبلوم. بالنسبة للطلاب الحاصلين على تقدير (مقبول) فيمكنهم التصعيد بعد 5 سنوات من حصولهم على الدبلوم.
س:في رأيكم هل التعليم الإلكتروني يعتبر بديلاً للتعليم التقليدي؟ وما هي تجربة الجامعة في مجال التعليم الالكتروني خلال الفترة الماضية؟
ج- التعليم الإلكتروني ليس بديلا بأي حال من الأحوال عن التعليم التقليدي ولكنه مكمل له، ويمكنه حل العديد من الإشكالات القائمة حالياً في ظل الظروف الماثلة كما يمكن استخدام التعليم الالكتروني حتى بعد زوال الجائحة بإذن الله واستخدامه في بعض المقررات بشكل رسمي، ولذلك تجدني من المؤيدين لاستخدام هذا النظام والتوسع في استخدامه كذلك.
لدينا في الجامعة العربية المفتوحة تجربة رائعة للغاية، حيث استطعنا مواصلة عملية التعليم والتعلم دون انقطاع، ساعدنا في ذلك رغبة وإصرار طلابنا على مواصلة مسيرتهم التعليمية بالرغم من كل العوائق، حيث قمنا ببث المحاضرات تفاعلياً للطلاب، من خلال الفصول الافتراضية، كما تم تسجيل المحاضرات ووضعها على المنبر التعليمي للجامعة ليتمكن الطلبة الذين فاتهم حضور المحاضرات من الحصول عليها بكل سهولة، إضافة الى وجود المحاضرات نفسها مسجلة بواسطة أساتذة آخرين من الجامعة في الدول العربية الأخرى بما يحقق تكاملية في العمل، وتقديم نموذج فريد في العمل الجماعي من أجل المصلحة العامة.
س:كيف تجرى عملية الامتحانات والتقويم بالجامعة؟
ج- في الحقيقة، إن الامتحانات بالجامعة تتم في وقت واحد وتاريخ واحد بالتزامن مع الفروع الثمانية الأخرى للجامعة، وهذه ميزة فريدة في حد ذاتها مكنت الجامعة من الاستمرار في أحرج الأوقات؛ حيث يتم تقديم امتحان موحد لكل الطلاب، يتم تصحيحه واعتماد نتائجه على مستوى الجامعة بكل فرع، ومن ثم ترفع النتائج للمقر الرئيس لإجازتها.
إضافة إلى ذلك، فإن عملية التقويم تتم بشكل دوري بالمقر الرئيس للجامعة بدولة الكويت، عن طريق لجان أكاديمية وفقاً لنظام الاعتماد البريطاني الذي يعتمد البرامج الأكاديمية ويعمل على تغيير المقررات وتحديثها كل خمس سنوات، كما تخضع الجامعة بالسودان لنظم ولوائح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فيما يخص العملية الاكاديمية ككل؛ حيث إن الجامعة معتمدة منها.
س:ما هو دور الجامعة في مجال خدمة المجتمع والتعليم المستمر؟
ج- لدينا بالجامعة العربية المفتوحة مركز تدريب معتمد يقدم دورات تدريبية في شتى المجالات، ويقوم بتقديمها لكل شرائح المجتمع، وهذه الدورات التدريبية تشمل اللغة الإنجليزية، ومهارات الحاسوب، إدارة الموارد البشرية، التصميم الجرافيكي، المحاسبة الالكترونية، ومهارات العلاج الطبيعي، التمريض، الصحة المهنية، وغيرها وكل ذلك من أجل تطوير قدرات ومهارات الشباب والموظفين.
س:كلمة أخيرة؟
ج- بالرغم من كل الظروف الحالية العالمية، أعتقد أن عملية التعليم والتعلم يجب ألا تتوقف أبداً فالتعليم في حد ذاته هو عملية مستمرة، وأن يضع كل فرد التعليم كهدف أساسي له، لأن كل الأمم من حولنا تقدمت بالتعليم، كما أن التعليم يعد واحدا من أسباب استمرارية واستدامة الحياة نفسها. إن التعليم والحصول على الشهادات العلمية هو مصدر فخر وتطوير للذات لكل فرد في المجتمع، وعلينا جميعاً أن نسعى للتعليم والتعلم لإدارة حياتنا وبلادنا بصورة أفضل.
ولابد من الاشارة هنا ان فكرة إنشاء الجامعة العربية المفتوحة في الوطن العربي كمشروع غير ربحي تعود إلى مبادرة صاحب السمو الملكي المغفور له بإذن الله الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود رئیس برنامج الخليج العربي للتنمية (آجفند) حين أعلن سمو الأمير في عام 1996م عن مبادرته لإنشاء الجامعة ككيان أكاديمي غير تقليدي، وكمؤسسة تسهم في توجيه التنمية في المجالات العلمية، والاجتماعية، والثقافية، وإتاحة فرص التعليم الجامعي لمن فاتتهم الفرصة خاصة الفئات المحرومة في المجتمعات العربية؛ إذ تم افتتاح مقر الجامعة في دولة الكويت عام 2002م، تبعته فروع لبنان، الأردن، السعودية، مصر ، البحرين، عمان، السودان، وأخيراً دولة فلسطين.