ممثل شخصية “مانو” بمسلسل “سكة الضياع” إبراهيم شنتو لـ”سودانية 24″
مهمة الدراما ليست الإجابة على الأسئلة بل كشف ما يدور في المجتمع
انتشار “الايس” يدل على جود شخصية “عوض” في السوادن.. والمُخرج لم يفعل أو يقل شيئاً يتنافى مع الأعراف
الشر مهزوم دائماً وإن طال الزمن.. وهذه “…” الرسالة السلطة
هنالك أشياء تقنية افتقدها المسلسل لذلك كانت الأخطاء وعملنا بمقولة “الجود بالموجود”
تم طردي من أحد المراكز الثقافية بالخرطوم بعد محاولتي الرسم
“مانو” شخصية أثارت الجدل من خلال مسلسل “سكة الضياع” التي ظهر فيها بشكل مختلف يعكس حياة “القاتل” المأجور الذي يفعل أي شيء من أجل المال أو الولاء إلى الأشخاص الذين ينتمي إليهم وقد عكس من خلال الدور الكثير مما يدور داخل المجتمع، فوجهت له الكثير من الانتقادات ووجد المحاربة من العديد من الشخصيات الدرامية، بالمقابل “إبراهيم شنتو” هو ذلك الممثل المحترف الذي تدرج بالتمثيل عبر الدورات المدرسية والجامعية وصولاً إلى المشاركات الخارجية وتمثيل السودان، إذ من خلال هذا الحوار سنتعرف على هاتين الشخصيتين أكثر .
حاورته – ناهد الحاج
تعرفنا على شخصية “مانو” في المسلسل لكن من هو الممثل في الحقيقة..؟
أنا “ابراهيم الطيب شنتو”، خريج كلية الموسيقى والدراما قسم التمثيل والإخراج، من مواليد الإمارات العربية المتحدة، نشأت وترعرعت في الخرطوم بحي “الديوم الشرقية”، بدأت علاقتي بالدراما والتمثيل من خلال الدورات المدرسية، بعدها التحقت بكلية الدراما وأثناء دراستي بالكلية قمت بتقديم عرض مسرحي من خلال مهرجان الإبداع الشبابي الأول، بعنوان “سبب خاص جداً”، ثم توالت المشاركات لاحقاً، كان أجمل عمل قمت به مع الممثل الراحل عبد الحكيم الطاهر في دور “كومبارس” في مسرحية “السرقونا اتعرفوا”، كما شاركت في مهرجان المسرح الجامعي بمدينة “فاس” المغربية، أيضاً قمت بدور البطولة في مسرحية “كتمت” والتي قدمت هي الأخرى في مهرجان المسرح القومي المصري في العام 2018م، كانت أول مسرحية سودانية تعرض خلال المهرجان، كذلك امتدت المشاركات في مهرجان المسرح الصحراوي بدولة الإمارات العربية المتحدة عبر “حب في الصحراء”.
ـ إلى أي مدىً كان للأسرة دور في اكتشاف موهبتك، وما حجم الدعم الذي قدمته لك..؟
لم أجد نقداً لشخصي بل وجدت الكثير من النقد حول شخصية “مانو” وكان الأكثر هو استغراب الناس من الأفعال التي يقوم بها، وهناك الكثير مثل هذه الشخصية في المجتمع، أيضاً وجدت نقداً من العديد من الأساتذه الدراميين والمسرحيين، وباعتباري ممارساً للمهنة أقوم بقراءة النقد إذا كان بناء فيمكن من خلاله إصلاح عملي وتجويده أكثر، والسعي لتقديم الأفضل خلال الأعمال القادمة، ولكن إذا كان النقد في شخصي مثل “أنت ما بتعرف تمثل” لا اهتم به وقد لا أنظر إليه من الأساس.
ـ هنالك من يقول إن المسلسل خلق تصوراً عن المشردين باعتبارهم كيانات “عنيفة” تجنح للجريمة، في حين أنهم في الواقع شريحة مسالمة تستحق المساعدة والدعم، كيف تنظر إلى هذا النقد..؟
الأطفال الموجودون في الشوارع مثل الحصان الذي ليي له لجام، لم يجدوا شخصاً يقوم بالتوجيه والتوعية بالخطأ والصواب بل حتى لم يجدوا من يخبرهم بأنهم مسلمون أو غير ذلك، لهذا لا يمكن توجيه اللوم لهم، البيئة التي عاشوا فيها هي التي دفعتهم للقيام بهذه السلوكيات، وأيضاً نفس البيئة يمكنها أن تخرج شخصاً متعلماً ومسالماً، البيئة التي أخرجت “عبادي، كبويتة” هي نفسها البيئة التي أخرجت “مانو” القاتل، عموماً هي تقديرات شخصية وهذا التصور لا أساس له من الصحة.
ـ في السياق أيضا البعض يرى أنك قمت بإرسال رسالة واضحة جداً بأن رجال الأعمال والرأسمالية قد يلجأون إلى ارتكاب الجرائم وخرق القانون من أجل مصالحهم، أليست هذه الرسالة المقصودة؟
نعم هذه هي الرسالة “السلطة”، بعض الأشخاص من أجل المحافظة على مصالحهم يمكنهم ارتكاب جرائم، فإذا كانت المصلحة أو السلطة قائمة على شيء غير قانوني مثل “المخدرات” أو غيرها، والمحافظة عليها يكون كذلك بشكل غير قانوني، مثلاً “سلطة المخدرات” هي أكبر سلطة في العالم.
ـ مثل “عوض” هل هم موجودون في المجتمع؟
نعم، موجودون في المجتمع، مخدر “الايس” لا يصنع في السودان فكيف وصل هنا إن لم يكونوا موجودين.
ـ المسلسل وجد كثيراً من الانتقادات باعتباره يخالف أعراف وأخلاق المجتمع السوداني، كما وصف بأنه يكرس لواقع غير موجود؟
من يردد هذا الكلام هو غير موجود في السودان، هذه السلوكيات موجودة في كل مكان وأبسطها “شارع النيل”.
ـ برأيك هل يستقيم النقد للأعمال الدرامية والأدبية ـ وفق هذه المعايير “أخلاق المجتمع”؟
أتعجب من هذا، وماهي مقاييس أخلاق المجتمع، الدراما السودانية منذ العام “98” إلى “2012” لا تستطيع أي ممثلة التمثيل إذا لم تكن ترتدي “طرحة” وهذا يتنافى مع العمل الدرامي الذي يعكس مشاهد حقيقة، الفتاة داخل الأسرة إذا تحدثت إلى الأب أو الأخ لا تحتاج إلى ارتداء “طرحة ” لأنه ليس هناك منطق، المخرج لم يفعل أو يقل شيئاً يتنافى مع الأعراف.
التأكيد الأسرة كان لها دور، الوالد في الأصل معلم خريج معهد بخت الرضا، وقتها كانوا يقومون بانتداب المعلمين إلى المعهد العالي للموسيقى والمسرح فالتحق به، وبدأ مسيرة فنية قبل أن يتنقل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ويعمل في التدريس، كان لدية مشاركات فنية من خلال كتابة القصة القصيرة والرسم، كل هذه المواهب التي يتمتع بها الوالد كانت قادرة على تشكيل شخصيتي، أما عن الدعم فلم أجد دعماً من أحد داخل الأسرة لأنهم لم يتوقعوا دخولي إلى هذا المجال، بالإضافة إلى توقفي عن الدراسة لفترة طويلة لأسباب خاصة بالأسرة، كل هذه الأشياء جعلتهم لا يستطيعون تحديد نوعية الأشياء التي أقوم بها حتى عدت إلة دراستي وبدأت المسيرة في عالم الدراما. كانت لدي العديد من المحاولات في مختلف الفنون مثل الغناء والرسم، وأذكر أنه تم طردي من أحد المراكز الثقافية في الخرطوم من قبل المسؤول بعد رؤيته لوحة قمت برسمها.
ـ ماهي تفاصيل مشاركتك في مسلسل “سكة ضياع” وكيف تم اختيارك لأداء هذا الدور..؟
في الحقيقة لم يتم اختياري بل قمت بالذهاب إليهم بنفسي بعد أن وجدت إعلاناً عبر الصفحة الرسمية للفنان أحمد الجقر بـ”الفيس بوك”، وتمت المقابلة ولم أقم بتعريف نفسي على أنني ممثل لدي تجارب سابقة، عند بداية تجارب الأداء تم اكتشاف أنني ممثل وكان الكل متفاجئاً، تم الاتفاق معهم على تمثيل شخصية “مانو” وكنت حريصاً جداً على قراءة السيناريو قبل البدء، ولكن لم أستطع غير قراءة الفكرة والجزء الخاص بي فقط. وبدأ التصوير وكان بشكل غير منتظم نسبة لاعتذار بعض الشخصيات “غير المحترفين منهم”.
ـ ما الرسائل التي كنتم تريدون إيصالها من خلال هذا المسلسل ولأي حد نجحتم في ذلك..؟
أي عمل لديه رسالة وأي عمل درامي يدعو للسلام، هناك أشياء مهمة تم التطرق لها في هذا المسلسل، مثل “المخدرات، عمالة الأطفال، العلاقات غير الشرعية، الأطفال فاقدي السند”، طبعاً باعتباري جزءاً من العمل لا أستطيع تحديد مدى نجاح العمل أو فشله، ولكن أستطيع القول إنها شوهدت، ومهمة الدراما هي ليست الإجابة على الأسئلة بل الكشف عن ما يدور في المجتمع، وهي تعتبر مرحلة من الإعلام المتقدم والأهم هو إيصال الرسالة.
ـ يقول البعض إن المسلسل قدم أنماطاً مبتذلة عن الحب وحياة الشباب.. ما تعليقك؟
في الحقيقة هي رؤية المخرج في الأساس، وبرأيي هي أنماط موجودة داخل المجتمع وهذه حياة الكثير من الشباب.
ـ من خلال تجسيدك لشخصية “مانو” ما هي الانتقادات التي وجهت لك، كيف تعاملت معها؟
ـ هنالك فئة تقول إن أداء الممثلين كان “معسماً” وإن النص الدرامي يشي بنصف الحقائق في وجه مشاهد يدرك الحقائق كاملة.. ما هو تعليقك؟
معظم المشاركين في المسلسل كانوا يتمتعون بالتلقائية، والسبب أنهم ليسوا ممثلين ولا يوجد عليهم ضغط، إضافة إلى أن التمثيل في السودان يكون من خلال المواسم وهذا يندرج تحت عدم الممارسة، وهي من أهم المشاكل التي يمكن أن تواجه الممثل، فهي مثل لعبة “كرة القدم” الغياب يسبب المشاكل لذلك نحتاج إلى العمل على الدوام.
أما عن مسألة نصف الحقائق يمكن القول إن السيناريو لا يسمح وليس بالضرورة عرض الحقائق كاملة، ولكن هذه الجزئية من أهم الأشياء الموجودة في المجتمع، وعموماً نحن نفتقد إلى كُتاب سيناريو محترفين تخصصهم الدراما وكذلك المصورين وليس لدينا مهندسي صوت، هنالك أشياء تقنية كثيرة فقدها المسلسل وتسببت في الكثير من الأخطاء، لذلك عملنا على مقولة “الجود بالموجود”.
ـ في خاتمة المسلسل انتصر الخير على الشر ولكن في الواقع هذه المعادلة لا تسير هكذا.. برأيك ما هي الأسباب؟
الشر دائماً مهزوم وإن طال الزمن، وهذه المعادلة انتصر فيها الخير ، الانتصار يحتاج إلى صبر ونحن لا نتمتع بهذه الصفة، وكما قال الراحل محمود عبد العزيز “أكيد قلم الظلم مكسور “.
ـ إذا افترضنا أن هذا العمل الدرامي قد نحج أو أوصل الرسائل المطلوبة، ما هو أثر هذا النجاح عليك.. وما هي خطتك للفترة القادمة؟
سعيد جداً بهذا النجاح والأهم هو تقديم الرسالة كما قلت لك، أعتقد أن أثر النجاح هو كسب ثقة الجمهور، والكثير منهم الآن يتساءل عن الأعمال القادمة والجديدة، هنالك الكثير من العروض قدمت لي ولكنها تحت الدراسة، يجب تقديم شيء أفضل من ما قدمت قبل أو في نفس المستوى لأن الجمهور ينتظر الأفضل دائماً.
سودانية 24