حذار من غضب الشعب ياانقلابيين
يتذكر الناس بشكل مفصل أن أواخر عهد المخلوع عمر البشير تفاقمت الأزمات وزادت معاناة الجماهير ، فمن غلاء ، إلى انعدام وشح فى الخبز والوقود ، إلى أزمة طاحنة فى النقد ، ونشأ حينها ماعرف بتجارة الكاش والشيك ، حيث كثر الفرق بين سعر السلع مابين البيع نقدا أو عبر الشيكات ، وقد أدت الأزمات المتفاقمة إلى تشديد الضيق على الناس ، وافضت هذه العوامل مع غيرها إلى انهيار حكم الطاغية ونظامه الفاسد ، وبعد سقوط النظام البائد بدأت القضايا تشهد بعض الحلول شيئا فشيئا ، ومع ان الامور لم تمض وفقا لامنيات الناس ورغباتهم إلا أنهم كانوا يصبرون على أمل أن يتم علاج المشاكل وتنفرج الأزمات قليلا قليلا ، خاصة مع تراكم اثار نظام البشير وشدة الوطئة التى تركها ، وبعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر والغاء البرهان وحلفاؤه ماتوافق عليه الناس من ضرورة العمل معا للخروج بالبلاد من عنق الزجاجة ، بعد الانقلاب المشؤوم بدأت الأزمات تعود رويدا ، وعاش الناس ضيقا بعد ضيق حتى كادت الحياة تتحول الى ضنك أن لم تكن قد تحولت بالفعل إلى ضنك يصعب التعايش معه ، فالغلاء قد بلغ حدا لايمكن تحمله ، والأزمات تتفاقم يوما بعد يوم ، واذا تركنا جانبا انفراط عقد الأمن ، وانتشار الجريمة والمجرمين ، والقتل المنظم الذى يستهدف المدنيين فى عديد المناطق وآخرها احداث غرب دارفور المؤسفة ، اذا تجاوزنا هذه الملفات مع أهميتها القصوى وتأثيرها الكبير فإننا نقف مستغربين جدا من أزمة لا معنى لها نشبت مؤخرا وهى ما عرف بازمة النقد ، الناتجة هذه المرة من قرار غريب وموقف مستنكر اتخذته البنوك التجارية برفضها استلام الاوراق النقدية من فئات الخمس والعشر والعشرين جنيها ، فإن جاء مواطن للبنك بأموال من هذه الفئات فإن البنوك ترفض استلامها بحجة فقدانها القوة الشرائية ، وبالتالى عدم فعاليتها ، وقد نتج ذلك عن الانهيار الكبير جدا فى سعر الجنيه ، لكن هل من الممكن أن يتصور عاقل هذا التصرف الظالم من البنوك ؟ ، ونسألها ماذنب المواطنين أن كانت فى أيديهم مبالغ مالية من هذه الفئات ؟ وماذا يفعلون بها ان رفضت المصارف استلامها ؟، وفى الأساس من اين جاء بها المواطنون ؟ الم يصدرها البنك المركزى ؟ أليست نقودا رسمية مبرئة للذمة ؟ هب أن قوتها الشرائية ضعفت أو حتى انعدمت ، وهو ماحدث بالفعل فما مسؤولية الناس عن ذلك ؟ اليس واجب الجهات الرسمية التصدى للمشاكل ومعالجتها بدل الهروب المشين الذى تمارسه هذه الجهات الرسمية متمثلة هذه المرة فى البنك المركزي الذى يجب عليه توجيه البنوك باستلام هذه الفئات من الجماهير ، والا فان هذا الجمهور الذى صبر طويلا قادر أن يشهر سيفه فى وجه من يصرون على المزيد من التضييق عليه ، وتاتى على رأس هذه الجهات السلطة الانقلابية ، وكل مؤيديها .
نسأل الله أن يلطف بشعبنا ويمنع عنه كل سوء ..حذار …
سليمان منصور