محاولات تغطية جريمة الانقلاب
السياسى الدكتور الهادى ادريس زعيم الجبهة الثورية – وهى تحالف يضم عددا من التنظيمات التى قاتلت البشير وبعضها صالحه ودخل معه الحكم شريكا ثم خرج مغاضبا وقاتل ثانية وبعضها ظل يحارب البشير الى أن سقط ، وبعد الثورة تم توقيع اتفاق السلام بينها هذه التنظيمات المكونة للجبهة الثورية والحكومة بوساطة حكومة جنوب السودان ، وهو مابات يعرف بسلام جوبا – ، ودكتور الهادى ادريس هو أحد أركان الحكم الحالى ، ومن مؤيدى انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ، وقبلها هو أحد المناصرين للبرهان ، الذين دعوا لاعتصام القصر – أو ماعرف باعتصام الموز – ودعموه ونفذوه ، وكانت إحدى هتافات ذلك الاعتصام مابنرجع حتى البيان يطلع ، ويا البرهان عايزين بيان ، فى تحريض واضح وتشجيع كامل للانقلاب ومعارضة واضحة وصريحة لتطلعات الشعب الساعى إلى إرساء دعائم الحكم المدنى وتأسيس ركائز التحول الديموقراطي ، وعندما نفذ البرهان انقلابه وعمل على فرض الأمر الواقع كان الدكتور الهادى وعموم الموقعين على اتفاق سلام جوبا ، كانوا جزءا من الحكم الذى يقتل المحتجين السلميين الداعين لإنهاء الانقلاب والرجوع إلى ما قبل الخامس والعشرين من أكتوبر ، ولما أعيت الانقلابيين الحيل واسقط فى أيديهم وفشلوا فى فرض رؤيتهم أو حمل الناس قسرا عليها ، ولما ضاقت عليهم الامور وايقنوا أن الشعب رافض لكل ما أقدموا عليه ومستمر فى حراكه الثورى ونضاله الباسل ، وفى غمرة يأسهم من إمكانية تحقيق ما أرادوه فكروا بأحداث اختراق فى جدار الرفض الشعبى لعلهم يخلخلوا التماسك الجماهيرى ويوهنوا عزم الناس ويزهدوهم فى الثورة أو يجتهدون فى ابداع حل ويحسنونه وكانه طوق نجاة بعثه الله لهذا الشعب ليرفع به معاناته ويسهم فى معالجة أزماته المستفحلة ، ومن هذه الوسائل ماعرف بمبادرة الجبهة الثورية أو مبادرة الدكتور الهادى ادريس لإيجاد حل للمشكل القائم ومعالجة ما ٱلت اليه الأوضاع فى البلد .
وقد جوبهت مبادرة الدكتور الهادى بالرفض واعتبرها البعض نوعا من محاولات إخراج الانقلابيين من ورطتهم وأنزالهم من الشجرة التى صعدوا عليها يوم 25 اكتوبر ولم يستطيعوا النزول منها بعد ، وممن عبروا عن هذا الموقف واعتبروا المبادرة نوعا من الجغمسة الاستاذة رشا عوض التى كتبت تحت عنوان تغطية الجريمة تقول :
إن البلاد في ظرف تاريخي مفصلي، وبالفعل تحتاج لجبهة موحدة ضد محاولات الانقلاب ، ولكن حتى تكون هذه الجبهة ذات جدوى واحترام من الشارع ومشروعية شعبية ، فإن اقل واجب من كل حزب ومن كل تحالف سياسي ان يجعل الموقف الواضح وضوح الشمس من الانقلاب هو شرط أساسي للتحالفات والعمل المشترك ، شرط غير قابل لأي مساومة.
وقالت :
رغم انف الجغمسة لا فرق بين اي مبادرة من الهادي إدريس ومبادرات البرهان وحميدتي ما داموا جميعا زملاء في مجلس السيادة الانقلابي .انتهى نقلنا عن الاستاذة ، ونقول اننا نصل بوضوح الى أن مبادرة الدكتور الهادى ادريس لاتجد قبولا كونه أحد أركان الانقلاب ولابد أن يعرف الرجل ذلك .
بقلم: سليمان منصور