تنسيق اماراتي إسرائيلي يهدد بلدنا
لايخفى على اى مراقب مدى المؤامرة القذرة التى نفذتها أبوظبى على ثورتنا وسعت إلى افراغها من مضمونها وأبعادها عن تحقيق هدفها بإخراج البلد من دائرة التبعية والارتهان للأجنبى ، وقد رأينا كيف أن الإمارات عمدت جاهدة وعبر مختلف السبل إلى التحكم فى الحراك الثورى وسعت للسيطرة عليه وتوجيهه وفقا لما ترغب فيه هى ، وقد تابع الكثيرون النشاط المكشوف للسفارة الإماراتية بالخرطوم وتحركات سفيرها وكوادر السفارة وسط السياسيين بمختلف توجهاتهم ومواقعهم بهدف السيطرة على المشهد ، او لا اقل لعب دور المؤثر الفعلى ان لم يكن أحد المؤثرين الفاعلين ، وايضا شهد الناس حج بعض قادة العمل السياسى إلى الإمارات ، إضافة الى ماراج عن محاولات المال الظبياني رسم خارطة التعاملات على ساحتنا .
وفى هذا الإطار (التنسيق الاماراتي الإسرائيلي) لخلق سيطرة على بلدنا نقرأ خبرا متداولا عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي يقول :
اكدت مصادر مطلعة ان مجموعة عمل اقليمية استخباراتية تضم عناصر امنية اسرائيلية اماراتية الى جانب مندوبين من بعض القوى فى الداخل تعمل على تنفيذ مخطط سياسي اقتصادي امني يهدف الى تمكين متوافقين مع الإمارات وإسرائيل من السيطرة السياسية والامنية والاقتصادية في البلاد ، وتوفير غطاء دبلوماسي خارجي وتقديم صورة جديدة لهذا التشكيل السياسى على مستوى اميركا والدول الغربية وذلك مقابل تمكين دولتي الامارات وإسرائيل من تحقيق اهدافهما الاستراتيجية في السودان وشرق افريقيا والبحر الاحمر . ويشمل المخطط الذي بدا اولى خطوات تنفيذه بالفعل بالعمل على اضعاف القوات المسلحة السودانية في وجود قيادتها الحالية ، وتقوم الخطة الماكرة على بناء قوات الدعم السريع وتقديمها كبديل محتمل عن القوات المسلحة ، أو اعتبارها الاكثر فاعلية وان يتم التعامل معها بشكل مباشر دون نظر للتراتبية العسكرية والسياسية ، وقد اتضحت بعض ملامح هذه المؤامرة فى اللقاءات المباشرة بين حميدتى وشقيقه عبد الرحيم وبعض قادة الدعم السريع مع
نافذين فى المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية . حتى أن البرهان احتج لدى الإسرائيليين على ذلك ، ومن الخطوات التى عمدت المؤامرة إلى اتخاذها بهدف إضعاف الجيش وعدم تأثيره على الخارطة السياسية فى البلد بل حتى اضعافه مهنيا وإبعاده عن أداء دوره من خلال اجتذاب كبار الضباط واكثرهم مهنية وخبرة وضمهم الى صفوف الدعم السريع . واغراء صغار الضباط وضباط الصف والجنود بالمرتبات العالية والامتيازات وتسهيل انتدابهم الى قوات الدعم السريع . وضم عناصر الحركات المسلحة الى الدعم السريع بعد تعديل سياسة الترتيبات الامنية وتوفير الامكانيات اللازمة من خلال مجموعة الامارات واسرائيل. وتنظيم دورات تدريبية متخصصة في الامارات برعاية اسرائيلية لعناصر الدعم السريع باسم القوات المسلحة ، وقد بدات بالفعل دورات تدريبية لعناصر من الدعم السريع في مجالات الطيران والاسلحة الثقيلة وتكنولوجيا المعلومات وتقنية الاستخبارات . وتعتبر اهم الخطوات التي تم تنفيذها حصول الدعم السريع على نظام التجسس الاسرائيلي المعروف ب NOS والذي يثير جدلا عالميا لانتهاكاته حقوق الانسان وامن المعلومات رغم قيمته المادية العالية . ويستخدم هذا النظام التجسسي حاليا في اسرائيل ضد الفلسطينيين ، كما يتم استخدامه من قبل كارتيلات المخدرات في اميركا الجنوبيةً. وتسعى مجموعة الامارات اسرائيل الى تمكين مجموعة دقلو اخوان من الحصول على صفقة شركة زين للاتصالات بغطاء بعض رجال الاعمال وبدعم اماراتي للحصول على بيانات ومعلومات اكثر من 19 مليون مشترك سوداني للاستخدام الاستخباراتي وكقاعدة بيانات لنظام التجسس ان -او- اس. الاسرائيلي الذي تحصل عليه الدعم السريع من اسرائيل بغطاء الامارات والذي تخضع عناصر تابعة للدعم السريع للتدريب عليه حاليا في ابوظبي على ايدي خبراء اسرائليين في اولى دورات بدات بعد زيارة عبد الرحيم دقلو الاخيرة الى اسرائيل.
ورغم امتعاض بعض دول الجوار من التدخلات الاماراتية الاسرائيلية في الشان السوداني الا انها تعزي صمت قيادة الجيش الحالية وعلى راسها الفريق البرهان على تحركات دقلو اخوان الى الوضع السياسي المتردي والمازق الذي يواجهه البرهان وطمعه في ان تلعب كل من الامارات وإسرائيل دورا في حمايته امام الضغوط الاميركية الأوربية.
ان مخاطر كبرى محدقة بوطننا ولابد من الانتباه جيدا لهذا الحلف الابليسى الاماراتى الإسرائيلى الذى سيورد بلدنا المهالك ويجعلها لقمة سائغة للأعداء والمتربصين خاصة مع سياسة إضعاف الجيش وافقاده المبادرة .
بقلم: سليمان منصور