أخبار السودان : الفقر- في دراسة علمية أميركية صدرت قبل سنوات أشارت إلى أن السودان قادر على توفير الغذاء ل 400 مليون إنسان. هذا الرقم يفوق عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، ومن جهة أخرى، يفوق عدد سكان الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
الدراسة منشورة في الإنترنت يمكن لأي مهتم الإطلاع عليها.
إذن السؤال الذي يطرح نفسه هنا.. لماذا نحن فقراء..؟
السبب هو أننا ظللنا نعتمد على المساعدات والقروض بسبب حالة عدم الإستقرار السياسي والإنقلابات العسكرية والحروب التي عطلت عجلة التنمية.
الزراعة ما زالت بدائية وهكذا الرعي وتربية الماشية والتصنيع والتجارة والخدمات من صحة وتعليم وإنتاج، بجانب هذا .. هناك شبكات طفيلية متخصصة تتلاعب بأسعار العملة الوطنية عبر السمسمرة والتزوير، وتهريب موارد البلد إلى الخارج، مثل الصمغ العربي والسكر والقطن والدقيق والفول والسمسم والبنزين والجاز والذهب وغيره من الموارد، لأسواق دول مجاورة .. بينما الأغلبية من الشعب تعاني، للدرجة التي جعلت هذه الدول المستفيدة من هذا الوضع الغريب …!!!
تقف حجر عثرة أمام مسيرة التحول الديمقراطي في مراحل عديدة من تاريخ السودان…!
خير شاهد على ذلك إنقلاب ٢٥ إكتوبر ٢٠٢١، على الحكومة المدنية، في أعقاب ثورة عظيمة مهرها الثوار والثائرات بالأرواح والدماء والدموع والجراح.. إنقلاب كشف حجم المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد السودان لمنعه من بلوغ مرحلة الإستقرار السياسي والتعافي الإقتصادي وإستغلال موارده الوطنية وتحقيق تطلعات الشعب في الرفاه الإجتماعي في بلد فيه كل مقومات الحياة.
الفقر الذي ظل يعانيه السودانيون طوال السنوات الماضية وفي الوقت الراهن سببه ليس قلة الموارد وإنما وفرتها التي فتحت شهية الطامعين ا لنهبها إستغلالاً لضعف الدولة .!
التآمر الخارجي يستخدم أدوات عديدة لإبقاء بلادنا ضعيفة …
من بين هذه الأدوات الإنقلابات العسكرية ودعم جماعات الإسلام السياسي التي تروج لخطاب غوغائي تضليلي تجهيلي لإدامة حالة التخلف والجهل، وبالتالي محاربة كل بارقة أمل يقدمها العقل المستنير في الساحة السياسية والثقافية لتوعية الشعب وتنويره بحقوقه وواجباته ودوره ودور القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ودور الشباب والمرأة كونها تشكل نصف المجتمع، في صياغة الحاضر والمستقبل.
ووظيفة الدولة تجاه شعبها.
وتصحيح مفهوم السياسة، التي يعتبرها البعض لعبة قذرة ..!
وهذا مفهوم خاطيء بطبيعة الحال.
السياسة هي وعي وحس وطني ومسؤولية وثقافة وعلم وعمل دؤوب وقيم وإخلاص وتفاني ونكران ذات.
تجلى في المظاهرات السلمية التي يقودها الشباب السوداني ضد الإنقلابيين ومن يقفون ورائهم من أشرار
إنطلاقاً من وعيهم العميق، أن الشعب السوداني لن يتخلص من الفقر، وينعم بخيراته التي حباه الله بها، إلا إذا أفلح في إزاحة العسكر وهزيمة خطاب التضليل والتجهيل الذي يوظفه الخارج لعرقلة مسيرة النهوض في الداخل التي يدافع عنها الشباب بالدماء والأرواح، للتخلص من الإستبداد والفساد وثقافة التبعية والعبودية التي تدعوا الناس لطاعة الحاكم الظالم .!!!
التي تعتبر واحدة من أكبر أسباب تخلف الدول العربية والإفريقية وعلى رأسها السودان.!
إذن القضية الأساسية التي تقف عقبة كادأ .. أمام مساعي النهوض بالبلد والقضاء على التخلف والجهل والفقر هي مسألة النظام السياسي…
لابد من بناء نظام سياسي ديمقراطي حديث يكفل ممارسة الحقوق السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية بعيداً عن القهر والظلم والفساد، وتبني إقتصاد المعرفة القائم على النزاهة والشفافية للقضاء على الثلاثي الجهل والتخلف والفقر. !!!
إذن المخرج من الأزمة في بلادنا واضح . . ولا خيار سواه إن أردنا العيش أحراراً في بلادنا.
أساسه ترسيخ ثقافة الحرية والتحول الديمقراطي لبناء الدولة المدنية الديمقراطيًة التي تصون السيادة الوطنية، وترسخ ثقافة التداول السلمي للسلطة في ظل سيادة حكم القانون وإستقلال القضاء والإعلام الحر.
حتى ينجلي الليل الطويل..!!!
وينهار أخطبوط الفساد والإستبداد والظلام الذي جثم على الصدور والعقول والنفوس لأكثر من نصف قرن!!
الطیب الزین
المصدر: سودانیز اونلاین