ربما يدرك الذين هللوا لعلاقات العسكر مع إسرائيل في البداية خطأ موقفهم الآن.
الموقف المعارض للعلاقة مع اسرائيل ينطلق من دوافع وطنية وسياسية وإنسانية عقلانية يمكن تحليلها ببساطة، ولم يكن الأمر يحتاج أكثر من ذلك.
توصيف إسرائيل كدولة قائمة علی آيدلوجية عنصرية وعدوانية توسعية توصل إليه مانديللا وديزموند توتو في جنوب أفريقيا وكاسترو الكوبي وجورج غالاوي البريطاني ونعوم تشوميسكي اليهودي الأمريكي و كثيرون غيرهم، عرفوا ذلك وآمنوا بعدالة القضية الفلسطينية، دون أن يكونوا عربا، ولا يحتاج الأمر لذلك، لكنه يحتاج لضمير إنساني صاح ومتيقظ.
وأي قراءة لمواقف اسرائيل في العالم تقول أنها لم تتعاطف يوما مع أي حركة تحرر وطني أو تساعد أيا من الشعوب المقهورة بدافع التضامن معها، بل تضع أرجلها حيث تستطيع أن تصنع فتنة أو تبيع أسلحتها وصناعاتها التجسسية.
وحين اتجه العسكر نحو العلاقات مع اسرائيل، بدعم من الكفيل الاقليمي، كانوا يبحثون عن حلفاء يدعمونهم في المحافل الاقليمية والدولية، يساعدونهم علی ارتكاب الجرائم، ويساعدونهم علی التغطية عليها، ومنع الإدانات الدولية، ولاسرائيل تاريخ عريض في ذلك.
ليس غريبا أنهم أرسلوا وفدا لاسرائيل قبل الانقلاب بأيام لأخذ الإذن وطلب الدعم، وليس غريبا أن تدعمهم اسرائيل الآن بالأجهزة والمعدات والمستشارين ليواجهوا الحركة الجماهيرية المتصاعدة.
إسرائيل الآن تقف مع العسكر ضد الشعب السوداني كله. هل تعرف وتفهم الآن الأحزاب السياسية والحركات المسلحة التي سارعت وباركت خطوات التطبيع في السر والعلن…؟ وهل يدرك ذلك بعض الناشطين الذين انضموا لتلك الجوقة بدوت تدبر.
المصدر: الراكوبة