توج الفيلم القطري “يوم آخر” بجائزة أفضل فيلم روائي في الدورة الرابعة لمهرجان الدار البيضاء الدولي للأفلام الروائية والوثائقية القصيرة.ويصور الفيلم الصراع الداخلي للإنسان في محاولة الاستمرار رغم المصاعب والظروف التي يمر بها خلال مواقف عديدة، كما يؤكد أن النهوض من جديد لا يكون إلا بمساعدة الإنسان نفسه، ومن هذا المنطلق خرج بطل الفيلم متثاقلا ومهموما، وفي طريقه يصادف مواقف متأزمة تارة ومفرحة تارة أخرى.
قام بدور البطولة الفنان القطري علي الخلف والفنان علي الشرشني، كما شارك في الفيلم مجموعة من الفنانين، واستعان الفيلم بمجموعة من التقنيين المحترفين، خاصة لاعتماده على تقنية السينما بنسبة 100%.
خط درامي واحد
وتقول مخرجة الفيلم حنان صادق إن الأفلام القصيرة أو المتوسطة دائما ما يكون فيها خط درامي واحد أو موضوع واحد لشخصية واحدة (بداية وعقدة ونهاية)، مشيرة إلى أنه تم الاعتماد في بداية الفيلم على مقولة لجلال الدين الرومي “النور الذي في العين فليس إلا أثرا من نور القلب.. وأما النور الذي في القلب فهو من نور الله”، بمعنى ضرورة إيمان الإنسان بنفسه من أجل تجاوز كافة الصعاب التي تواجهه في حياته.
وأشارت صادق -في حديث للجزيرة نت- إلى أن الفيلم يقدم فسحة من الأمل يتلمسها المشاهد في نهاية الفيلم، موضحة أن الجائزة التي حصل عليها الفيلم من أهم مهرجان عربي متخصص في الأفلام الروائية القصيرة تعد أكبر دليل على الجهد الكبير الذي بذله فريق العمل.
وعن رحلة الفيلم في المهرجان حتى التتويج، قالت صادق إن الفيلم في البداية شارك ضمن 300 عمل آخر من كافة أنحاء العالم، وتأهل بعدها إلى المرحلة الثانية ضمن 10 أفلام فقط نالت إعجاب لجنة التقييم المتخصصة في المهرجان، وفي النهاية جاء التتويج بحصوله على جائزة أفضل فيلم روائي.
عوامل التميز
واعتبرت صادق أن التقنيات المستخدمة في العمل -فضلا عن خصوصية الفكرة- كانت من أهم أسباب التتويج بهذه الجائزة المهمة، موضحة أن فيلم “يوم آخر” ليس أول تجربة سينمائية للفريق، فهناك من شارك في أعمال أخرى كالممثل علي الخلف الذي شارك في أفلام سينمائية طويلة.
ويرى بطل الفيلم علي الخلف -في تصريح للجزيرة نت- أن تجربته في هذا الفيلم كانت صعبة للغاية؛ لأنه يجسد شخصية تحارب نفسها فضلا عن أسلوب الوجدانيات، بالإضافة إلى أن مكنون الشخصية كان مبنيا على الأحاسيس، وليس الأقوال؛ “فكنت أراقب حركاتي كاملة حتى تعطي الإحساس المطلوب، لدرجة أن هذه الشخصية لازمتني حتى بعد الانتهاء من تصوير العمل”.
دعوة للتطوير
ودعا الخلف إلى ضرورة العمل على تطوير السينما داخل قطر عن طريق تدريب الكادر وإعداد مخرجين سينمائيين، لافتا إلى أن هناك العديد من دول الخليج باتت في مكانة كبيرة في مجال الإنتاج السينمائي “وقطر لا ينقصها شيء للوصول إلى هذه الدرجة والمنافسة في المنطقة، لكن بشرط إعداد جيل جديد يقوم على تطوير حال السينما في البلاد”.
أما الفنان علي الشرشني، فأكد أن جمال فكرة الفيلم هي التي أدت إلى تتويجه بهذه الجائزة الكبيرة، لافتا إلى أن فريق العمل بذل كافة الجهود الممكنة من أجل الخروج بهذا العمل بالشكل الأمثل الذي نال ثقة واستحسان أحد أكبر المهرجانات العربية في مجال الأفلام الروائية القصيرة.
دعا الشرشني -في تصريح للجزيرة نت- إلى ضرورة الاهتمام بالمنتج السينمائي داخل قطر من أجل إنتاج أفلام تنافس في المهرجانات المختلفة، لافتا إلى أن قطر تمتلك العديد من الكوادر الموهوبة والقادرة على المنافسة خارجيا بشرط وجود الدعم التدريبي والمادي لهذه الفئة من أجل إخراج أجمل مواهبها.