دولة الأندلس لعل سقوطها كان ولايزال محور اهتمامات المؤرخين حتى الآن ومنذ سقوط حاضرة المسلمين فى شبه الجزيرة الإيبرية، ولعل الكثير من العلماء والباحثين المسلمين، تناولوا الأمر، منها كتاب “النقد الاجتماعى عند المؤرخين والكتاب الأندلسيين” تأليف الدكتور عادل يحيى عبد المنعم، والصادرعن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
يضم الكتاب دراسة تعالج أسباب سقوط المجتمع الأندلسى من خلال أقوال المؤرخين والكتاب الأندلسيين بيد أنها لا تقتصر على الماضى، فحسب بل تمتد لها هو أكثر من ذلك حيث إنها تصلح للتعبير عن أسباب سقوط المجتمعات الإنسانية بصفة عامة وفي هذا ما يعنى أنها تتصل بالحاضر وتستشرف فى آفاق المستقبل وهى تمثل صرخة تحذير لكل المجتمعات التى تحمل فى طياتها عوامل الضعف والتفكك والسقوط.
وهذه الدراسة هى نقطة البداية فى ظهور من يؤرخ أو يكتب عن تاريخ الأندلس ومن المعروف عن عبد الملك بن حبيب أنه أول مؤرخ أندلسى عرفته أرض الأندلس قام بالكتابة عن التاريخ الأندلسى والكتاب مكون من خامس فصول ومن بين العناوين النقد الاجتماعى عند مؤرخى وكتاب الأندلس منذ القرن الثالث الهجري حتى نهاية الخلافة الأموية والنقد الاجتماعى عند مؤرخى وكتاب الأندلس فى عصر الطوائف والنقد الاجتماعى فى عصر سيادة غرناطة والنقد فى الكتابات.
الفصل الأول من الكتاب، “النقد الاجتماعي عند مؤرخي وكتاب الأندلس منذ القرن الثالث الهجري حتى نهاية الخلافة الأموية”، قدم فيه المؤلف معالم من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الأندلس خلال تلك الفترة الزمنية، ومظاهر صراعات الطبقة الحاكمة، وأبرز المشكلات السياسية والاجتماعية ذات الطابع الأخلاقي – مثل الغش التجاري – التي رأى مؤرخو ومفكرو الأندلس أنها قادت إلى حالة من الضعف والاضمحلال، والتشرذم.
أما الفصل الثاني، “النقد الاجتماعي عند مؤرخي وكتاب الأندلس في عهد الطوائف”، فقد كان من أهم فصول الكتاب؛ لأنه تناول عوامل الضعف التي يجب الانتباه إليها في مختلف العصور من جانب المفكرين وصُنَّاع القرار وقادة المجتمع.
النقد الاجتماعى عند المؤرخين والكتاب الأندلسيين
الفصل الثالث، “النقد الاجتماعي عند مؤرخي وكتاب الأندلس في عصري المرابطين والموحدين”، يُعتبر من بين الفصول المهمة التي تقدم في طياتها كيفية التعاطي مع الظروف السلبية التي تسود بلدًا أو مجتمعًا ما، والقضاء عليها، والانطلاق مجددًا إلى أفق النهضة والحضارة.
ثم جاء الفصل الرابع، “النقد الاجتماعي عند مؤرخي وكتاب الأندلس في عصر سيادة غرناطة”، وفيه تناول المؤلف مظاهر التطور الفكري والعلمي والاقتصادي الذي ساد في تلك المرحلة التي كانت هي الأخيرة قبل انهيار دولة الإسلام في الأندلس، ودور فساد الحياة السياسية والاجتماعية في تحقيق ذلك.
وأخيرًا الفصل الخامس، والذي حمل عنوان: “النقد الاجتماعي في الكتابات المرتبطة بالأندلس”، فقد قدم فيه المؤلف عروضًا لعدد من الكتب التي صدرت خلال وجود حضارة المسلمين في الأندلس، وفي المغرب العربي وشمال أفريقيا.
المصدر اليوم السابع