كتبت آنّا سيدوفا، في “سفوبودنايا بريسا”، حول تجاهل واشنطن تحذير موسكو، ودفع الأمور نحو حرب خطيرة قد يسقط فيها عشرات الآلاف.
وجاء في مقال آنّا سيدوفا: قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في الرابع من ديسمبر، إنه لن يقبل “الخطوط الحمراء” بخصوص أوكرانيا، التي تحدث عنها فلاديمير بوتين سابقا. وأضاف في الوقت نفسه أنه يتوقع “محادثة طويلة” مع الرئيس الروسي قريبا.
في سياق المحادثات المقبلة بين الرئيسين، المقرر عقدها في السابع من ديسمبر، تبدو كلمات بايدن عن عدم الاعتراف بـ “الخطوط الحمراء” في أوكرانيا مثيرة للقلق. ناهيكم بأن وسائل الإعلام والسياسيين الأمريكيين يواصلون تضخيم موضوع خطر “الغزو الروسي” لأوكرانيا.
وفي الصدد، قال الباحث في الشؤون الأمريكية، خبير مركز الدراسات الأمنية التابع لأكاديمية العلوم الروسية قسطنطين بلوخين:
أدى تصريح بايدن إلى تفاقم الأجواء بشكل كبير قبل الاجتماع، وأفسد الخلفية الإعلامية العامة. من الواضح أن هذا الأسلوب لا يعجب روسيا. لكن من المفهوم أيضا أن الغرب سيستمر في العمل بوقاحة والتصرف بطريقة بائسة، طالما أننا نسمح بذلك ولا نوقف هذا السلوك بردة فعل قاسية.
ففيما نحن نحاول التصرف بهدوء وعقلانية في العلاقات مع الغرب، تعد واشنطن مثل هذه السياسة ضعفا. دائما يكون احتمال الحرب أكبر عندما يكون عدوك المحتمل واثقا من انتصاره.
لا أعتقد بأن الأمريكيين سيدخلون في حرب معنا، خاصة من أجل أوكرانيا. لكنهم بالطبع سيدفعون كييف نحو التصعيد. مصلحتهم في إحداث فوضى على الحدود الروسية حتى تبدو بلادنا “إمبراطورية شر” تهاجم جيرانها العزّل. لكن السلطات الأوكرانية نفسها تدرك أن مثل هذا الصراع ليس في مصلحتها. المخاطر كبيرة جدا. للولايات المتحدة أهدافها الخاصة، بينما مهمة أوكرانيا البقاء، والكسب من ذلك. ومن المستبعد أن يكون ذلك ممكنا في سياق صراع واسع النطاق. أما حدوث تصعيد محدود فيبقى محتملا، وعلى الأرجح، سيحدث في دونباس.
المصدر: RT