لم يفلح الحراك الكثيف لنظارات البجا والعموديات المستقلة بالخرطوم هذه الأيام بقيادة محمدالأمين ترك وإجتماعاتها المستمرة مع قيادات الدولة في الوصول لحل لأزمة الشرق حتى الآن رغم قرب انتهاء المهلة التي حددتها للحكومة في الرابع من ديسمبر الحالي أي بعد غد الأحد، للوفاء بوعودها.
وكشفت مصادر موثوقة بالمجلس فضلت عدم ذكر اسمها ل(السوداني) عن بدء العدالتنازلي لإغلاق الشرق،معلنة عن انخراط اللجان المختصة بالإغلاق بكل من الموانئ والطريق القومي في اجتماعات كثيفة منذ (48) يوما للترتيب للشروع فورًا في تنفيذ الإغلاق.
وأشار أمين الإعلام بالمجلس الأعلى لنظارات البجا عثمان كلوج في تصريحات داخلية إلى بدء العد التنازلي لاعادة اغلاق شرق السودان حسب الاتفاق بين المجلس والحكومة وقال ان الموانئ البحرية والطريق القومي ستغلق اعتبارا من السبت أو الأحد المقبل بحسب آخر تصريحات للنظارة ، محذرًا شركات الملاحة واتحاد العمل وغرف النقل والموردين والمصدرين وشركات التعدين من تبعات القرار .
وقال المورد زاهر الصديق ل(السوداني) إن إعادة إغلاق الشرق بسبب تأخر الحكومة في حسم الأزمة سيتسبب في أضرار اقتصادية كبرى على السودان والموردين والذين لا يزالون يعانون من تداعيات الإغلاق الأول وتسببه في تكدس البضائع بكميات مهولة في ميناء جدة حتى اللحظة وتحمل الموردين تبعات الرسوم الهائلة على الأرضيات بواقع(100) دولار يوميًا على الحاوية الواحدة،رغم إعفاء الحكومة السودانية لرسوم الموانئ ببورتسودان .
وقال ان أغلب الموردين يملكون أكثر من (100) حاوية تربض بميناء جدة وآخرين (50) حاوية يعجزون عن تخليصها منذ الإغلاق الأول للشرق ، ما يؤدي لحدوث كساد كبير في الأسواق وارتفاع حاد في أسعار السلع الإستهلاكية ، ويستنزف موارد النقد الأجنبي التي يضطر الموردون لتوفيرها من السوق الموازي ويتسبب كذلك في ارتفاع كبير في أسعار الدولار من(450) ل(600) جنيه نتيجة للطلب العالي عليه لتخليص البضائع بجدة.
وقال مقرر المجلس الأعلى للبجا عبدالله أوبشار ل(السوداني) إن تأخر صدور القرار الحكومي بشأن أزمة الشرق ،يعتبراستهوانا وتقليلا من القضية ، ملوحا باللجوء لسلاح الإغلاق مرة أخرى حال عدم التوصل لنتيجة ملموسة في الحوار الراهن مع الحكومة ، معلنا عن عدم رغبتهم في الاضطرار الى الإغلاق والذي يعاني منه أهل الشرق كذلك ، الا أن المعاناة التي يعيشها أهالي المنطقة وحقوقهم المهضومة تجبرنا على ذلك خاصة وأن الولاية تعتبر إيرادية بالمقام الأول وترفد الخزينة العامة والمركز بمبالغ طائلة من الموانئ والطريق القومي وبالرغم من ذلك يحرم منها إنسان الشرق .
وحذر المورد الصديق من حدوث كارثة محققة من إعادة إغلاق الشرق على حركتي الصادر والوارد بالبلاد ، مؤكدا اقتراب موسم صادر المحاصيل النقدية خاصة السمسم والقطن وتسبب الإغلاق في إعاقة تصديرها .
وأعلن المورد عن تحركات يجريها رجال الأعمال هذه الفترة وتشكيلهم للجنة للجلوس والتفاوض مع الحكومة للإسراع بحل الأزمة وتلافي إعادة الإغلاق مرة أخرى.
وامتنعت (11) من أصل(16) شركة خطوط ملاحية عالمية عن التنازل عن حقوقها عن الخسائرالتي نجمت عن الإغلاق الأول للموانئ الرئيسة والذي دام(45) يومًا.
وبلغت الخسائر اليومية في الصادرات والواردات في الإغلاق الأول للشرق (65)مليون دولار، فيما قدرت غرفة الاستيراد باتحاد أصحاب العمل خسائر الخزينة العامة للدولة ب(2) تريليون جنيه يوميًا عبارة عن رسوم ضريبية وجمركية.
المصدر: السوداني