تحت العنوان أعلاه، كتب أنطون أكولوف، في “غازيتا رو”، حول أسباب التصعيد بين بريطانيا وفرنسا، وجدواه.
وجاء في مقال أنطون أكولوف: أدى إفشال لندن صفقة باريس مع أستراليا المقدرة بمليارات الدولارات لبناء غواصات إلى نفاذ صبر فرنسا، فسمحت لنفسها بابتزاز بريطانيا علانية بالتهديد بقطع إمدادات الكهرباء بواسطة الكبلات البحرية عبر القناة الإنجليزية. ولكن، لا مجال لمقارنة القيود التي تفرضها بريطانيا على صيد الفرنسيين بالقرب من مياهها الإقليمية بذلك.
ومع ذلك، أكد مدير معهد البحوث السياسية، سيرغي ماركوف، لـ”غازيتا رو”، أن عواقب نزاع الدولتين لن تكون كارثية عليهما. وبحسبه، فإن ما يؤكد أن تفاقم المواجهة مصطنع هو غياب المصلحة الاقتصادية فيه.
“لن يكون هناك منتصر في المواجهة بين باريس ولندن. والصراع، بالأحرى، مصطنع. لن تكون فرنسا قادرة على استخدام ضغط الطاقة على لندن لإجبار واشنطن على دفع تعويضات ضخمة لخرق العقد مع أستراليا. باريس، تفتقر ببساطة إلى القوة الاقتصادية اللازمة لذلك”.
من بين الأسباب الرئيسية لتفاقم الصراع بين باريس ولندن، بحسب الخبراء، انسحاب المملكة المتحدة المتسرع من الاتحاد الأوروبي.
ووفقا لماركوف، فإن بريطانيا ليست الآن في وضع يمكنها من إملاء شروطها على فرنسا. وهو يرى أن هناك احتمالا لتجميد الصراع بين لندن وباريس في الأشهر المقبلة. وبحسبه، سيتحقق ذلك بسبب السباق الرئاسي في فرنسا. ففي الوقت الحالي، يعد ماكرون أدنى شعبية من منافسته الرئيسية، زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان.
وفي رأيه، ليس من المربح للندن تصعيد العلاقات التجارية مع إحدى دول الاتحاد الأوروبي الرئيسية، لأن فرنسا تعمل كبوابة طبيعية للربط بين الاقتصادين البريطاني والأوروبي. ويمكن للتركيز على التفاعل مع الاتحاد الأوروبي أن يفيد بريطانيا أكثر من التفاوض بشأن منطقة تجارة حرة مع الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
المصدر: RT