كتبت ماريانا بيلينكايا: في “كوميرسانت“. حول تشييع الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة. بوصفه بطلا وليس مجرد رئيس سابق. وما يمكن أن يفيد مستقبل الجزائر في تجربته.
وجاء في مقال ماريانا بيلينكايا: ودّعت الجزائر الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. وقد وضع تنظيم الجنازة السلطات الحالية في موقف ملتبس: فكيف يشيّعيون بطل حرب الاستقلال.رئيس الدولة السابق، الذي حكم البلاد لمدة 20 عاما. ثم دفعت به موجة من الغضب الشعبي إلى الاستقالة؟ فكما كتب صحفيون جزائريون يوم الجنازة، فإن عهد عبد العزيز بوتفليقة، بكل إيجابياته وسلبياته، كان من أهم المراحل في تاريخ الجزائر المستقلة.
وفي الصدد، قال رئيس مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية العلوم الروسية، فاسيلي كوزنيتسوف، لـ “كوميرسانت”: “بوتفليقة، شخصية تراجيدية. بدأ كواحد من ألمع ممثلي الحركة الوطنية. وقد لعب حضوره دورا كبيرا، لم يقتصر على تشكيل السياسة الخارجية الجزائرية، إنما شمل دول العالم الثالث بشكل عام. وكانت النهاية مزرية. هناك شيء واحد لا جدال فيه حوله، فهو آخر زعيم للجزائر يخرج من جيل المناضلين من أجل الاستقلال”.
وبحسبه، فإن الرئيس بوتفليقة هو من أسس عمليا النظام السياسي في الجزائر، الذي ما زال يعمل حتى يومنا هذا، على الرغم من تغيير السلطة. فقال: “كان هناك تغيير جزئي في النخب، لكن النظام بقي، وجيل السياسيين الذين شغلوا مناصب عليا في عهد بوتفليقة لم يغادروا بعد. واليوم، لا تزال الجزائر تمر بعملية تحول بطيء، والحكومة مجبرة على مواجهةٍ لا تقتصر على تحديات الوباء، مثل بقية العالم، إنما وتراجع ثقة السكان بها، وكذلك التهديدات الدولية المتزايدة”.
وكوزنيتسوف يرى أن الاستفادة من تجربة السنوات الأولى لحكم بوتفليقة ومن إرثه الدبلوماسي في هذه الظروف يمكن أن يكون مثمرا.
المصدر: RT