أخبار السودان :
25 اكتوبر.. الحصة وطن
من المتوقع أن تكون قطاعات واسعة من أبناء الشعب السوداني في عدد من المدن قد خرجت اليوم تجديدا للعهد مع الشهداء وإصرارا على مواصلة درب التضحية والفداء واستكمالا للثورة التي اندلعت وقدم الشعب تضحيات جسيمة في سبيل الوصول إلى مبتغاه ولن يتراجع وهو يرى ثمار النصر وقد حان قطافها ان شاء الله.
مع معانقة هذه الأحرف لاعين القراء الأعزاء فمن المتوقع ان يكون الشارع قد قال كلمته واطلع العالم على نتيجة الاستفتاء الواضحة وهي رفض الشعب السودانى للانقلاب وتجديد هذا الرفض فى الذكري الأولي لحراك البرهان وانهائه الشراكة الهشة اصلا مع المدنيين الذين لم يكونوا هم أنفسهم بمستوي المسؤولية ولم يرتقوا إلي أن يكونوا معبرين عن هذه الثورة العظيمة وتضحيات الشعب الجسام ، وكانت اتقسامات القوى المدنية وتشاكساتها عاملا ساعد البرهان وعسكره على الاتقضاض على الوثيقة الدستورية التي تنظم الشراكة ، وهذا الكلام ليس تبريرا للانقلاب ولا تاييدا له ولكنه تحميل للقوى السياسية الغير جادة المسؤولية عن ما الت اليه أوضاع البلد.
واليوم وقد جدد الشارع رفضه اعطاء شرعية للانقلاب المشؤوم فإننا نحتاج اكثر من اي يوم مضى الي رص صفوفنا وتوحيد جهودنا وترتيب اولوياتنا وتكون الحصة وطن ونضع جانبا اي انشطار يقسم قوى الثورة ويبدد جهود الثائرين لان في هذه الخطوات يكمن سر هزيمة الانقلابيين وما ذلك ببعيد.
وبمسيرة اليوم يكون الشارع قد استمر في التظاهر السلمي لمدة عام إذ لم تتوقف الاحتجاجات منذ انطلاقنها يوم الانقلاب ، ومنذ ذلك اليوم والشباب يتظاهر رفضاً لسيطرة الجيش على الحكم ، وظلت المظاهرات متواصلة إلى الآن ، ولها أهداف محددة وهي رفض تدخل الجيش في العملية السياسية وإنهاء الحكم العسكري والوصول إلى دولة مدنية كاملة ، وهو ما تقابله السلطة الحاكمة بالقوة العسكرية التي سقط بسببها عشرات الشهداء ومئات الجرحي ، وبكل اسف نجد ان هوة الخلافات بين مكونات المعارضة قد ازدادت ، وانقسمت قوى الثورة إلي فريقين ونخشى ان استمر التباين فى الموقف بين الطرفين ان تتعمق الهوة اكبر ولن يعود بإمكان الحريصين علي سلامة البلد فعل شيء ينفذها ما دامت قوى الثورة متشرذمة.
سليمان منصور