يوسف السندي
معظم الاستنتاجات لفلاسفة الاجتماع والسياسة حول السبب الذي يجعل دولة ما قوية ، ودولة اخرى ضعيفة وممزقة ، هو تفتت عرى المجتمعو، وانقسامه ، وتمزقه في الدول الضعيفة، لذلك اقصر الطرق لبناء دولة قوية وناهضة هو الوحدة .
الوحدة المقصودة هي وحدة المشاعر والمصالح ، الشعور الجمعي الوطني اذا توحد خلف هدف ما سيحققه ، توحدت مشاعر جماهير الشعب السوداني خلف هدف اسقاط البشير فحققته ، مع أن إسقاط الانظمة قد لا يحتاج إلى وحدة كاملة (دراسة اوربية اثبتت ان خروج ٣،٥% من السكان على اي نظام قادر على تغييره).
الان هناك تمزق في المشاعر والمصالح داخل الصف الثوري ، هناك خلاف بين لجان المقاومة والاحزاب السياسية ، هذا التمزق والخلاف قد لا يؤثر على إسقاط النظام ، ولكنه يؤثر بصورة حادة على ما بعد إسقاط النظام ، على مهمة بناء الدولة ، فبناء الدولة المتقدمة يتعذر في غياب الوحدة .
بلغة المصالح ، السودانيون جميعا لديهم مصالح مشتركة في استقرار السودان ، وفي صناعة دولة قادرة على إدارة الثروات التي يذخر بها السودان مما سينعكس على الاقتصاد وارتفاع الدخل ، السودانيون لهم مصالح مشتركة في بناء مؤسسات مستقلة ونزيهة في مجالات القضاء والاعلام ، وفي بناء جيش نظامي واحد وأمن منضبط .
الانقلابيون يريدون تحقيق مصالحهم الخاصة لا مصالح الشعب المشتركة ، يريد حميدتي ان يظل الدعم السريع موجودا ليظل هو مسيطرا وذو نفوذ ، وهذا يعاكس مصلحة الشعب في وجود جيش نظامي واحد . يريد البرهان وعساكره ان يظل الجيش مسيطرا على القرار السياسي وعلى الاقتصاد وعلى الامن وهذا يعاكس مصلحة الشعب في بناء مؤسسات مستقلة ونزيهة ودولة قانون .
بالمجمل كل من يفكر في شخصه او جماعته فهو يضاد المصلحة الجمعية للجماهير ، ويقود إلى اختلاف المصالح ، وهذا بدوره يقود البلاد إلى التمزق والحرب والانهيار .
short_link:
Copied