يلزم عدم التساهل مع المخدرات
احيانا تحدث تجاوزات هنا وهناك ، ويتم غض الطرف عنها لبساطتها ، او لامكانية تلافى الضرر الذى قد ينتج عنها ، وكثيرا ماتحاول بعض الجهات استغلال نفوذ سياسى او عسكرى او توظيف الأموال لتمرير مايراد تمريره مع مخالفته للقانون ، واحيانا تلعب المجاملات دورا فى السكوت عن بعض الأخطاء والمخالفات التى قد تكون آثارها كارثية دون أن يرتدع الناس من تكرار هذه المواقف فيقع منهم المحظور مرة بعد أخرى.
لكن ماذا يمكننا القول اذا تفاجأنا بحركة سياسية وبخطاب رسمى تطلب من السلطات الإفراج عن مخدرات تم ضبطها ، وسعى هذه الحركة إلى تخليص الممنوعات واستلامها باعتبارها شحنة تخصها كحركة سياسية وأنها وراء إدخالها البلد.
أليس هذا هو العبث بعينه؟ اليست هذه هى الفوضى ذاتها ؟ أليس هذا نتيجة غياب الحكومة القوية التى تتعامل بحسم وحزم مع هذه التصرفات الغير مسؤولة ، بل التفلتات التى تورد البلاد المهالك؟
فى الاخبار ان إحدى الحركات المسلحة طالبت بالافراج عن شحنة مخدرات ضبطتها السلطات وحجزتها ، ونقرا بعض التفاصيل عن الموضوع فى ما كتبه الاستاذ الصحفى احمد يوسف التاى الذى كتب يقول :
طلبت حركة مسلحة بخطاب رسمي، من السلطات تسليمها شحنة مخدرات قادمة من إسرائيل ، كانت السلطات قد ضبطتها ، وتوالت معلومات خطيرة بشأن الشحنة المرسلة للحركة القادمة من إسرائيل للسودان. وأظهرت المعلومات أن مصدرها في أول الشحن كان دولة الهند ومن ثم جاءت لإسرائيل.
وذكرت صحيفة الانتباهة الصادرة يوم الأحد، أن الحركة المسلحة بررت طلب تسليمها الشحنة، لجهة أن المخدرات تستخدم في أغراض تدريب.
وتساءل احد المعلقين هل قامت هذه الحركة او غيرها بمثل هذا العمل من قبل ، اى هل استوردت مخدرات واستلمتها ؟ ولولا ان هذه الشحنة ضبطت لدخلت كسابقاتها ، ومن المعروف خطورة هذا الأمر خاصة فى ظل ضعف الرقابة ، بل وعدم قيام الحكومة بواجباتها فى كثير من الأزمان والاماكن مما يسهل امر تسرب هذه المخدرات الى الناس وانتشارها ، وهل اصلا يتم استخدام المخدرات فى التدريبات وفى حالة صحة هذا الكلام فما هى حدوده وضوابطه؟
وهناك تعليق على الخبر فيه تهكم وسخرية ننقله مع اتفاقنا معه ، كتب احدهم معلقا :
التدريب تحت تأثير المخدرات من أجل السلام ، ومن أجل سودان مستقر وآمن ، التدريب تحت تأثير المخدرات من أجل سودان العدالة والديمقراطية، وبناء قدرات الشباب ، ومستقبل السودان.
لابد أن يعى الجميع الخطورة البالغة
لهذه التصرفات الخاطئة والتى تترتب عليها نتائج شديدة الخطورة ، وليعمل الجميع كل من موقعه على محاربة المخدرات وعدم التساهل مطلقا مع هذا الأمر والا فسوف نفقد شبابنا وتنهار بلادنا لاسمح الله ، فلندرك الأمر قبل فوات الأوان وحينها لن ينفع الندم.
سليمان منصور