يفرضون احترامهم…إيران نموذجا
بالقوة والاقتدار تحمى الدول والجماعات نفسها ، وحتى الأفراد فى هذا الزمن الذى ساد فيه الظلم وغابت العدالة ، حتى الأفراد قد يجدون أنفسهم مضطرين إلى الاستعداد لما قد يحتاجونه يوما لحماية عوائلهم وممتلكاتهم ، وهذه حالة بلا شك سلبية ومؤسفة وغير مقبولة ، وتنم عن انعدام العدالة وسيادة منطق القوة والجبروت ، وهذا كما قلنا يعتبر أمرا سالبا وغير جدير بالاحترام فالناس ينشدون الأمن والامان ، وان يحكمهم العقد الملزم لهم جميعا بالضبط واحترام القانون والبعد عن أى مظهر من مظاهر الفوضى والافتئات على الآخرين .
اما فى عالم الدول والجماعات والتنظيمات فقد ساد بكل اسف منطق أن القوى يأكل الضعيف ، وغاب القانون ، ولم تعد هناك مصداقية لمؤسسات أنشئت بغرض حماية السلم والأمن الدوليين ، ورأينا كيف أن بلطجة كبرى مورست سواء باحتلال امريكا للعراق وافغانستان ، او فى قصف صعب تعرضت له ليبيا ، شارك فيه أوروبيون وعرب ، وهذه الحرب العبثية الظالمة المدمرة التى يشنها تحالف العدوان السعودى الاماراتى الإسرائيلى الأمريكى على اليمن ، وعربدة الفرنسيين فى غرب أفريقيا ، والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والحروب العدوانية التى شنها الصهاينة على لبنان وسوريا ومصر ، إضافة إلى حرب العصر التى تمالأ فيها العالم على سوريا ، واجتهد أن يكسرها بكل ما يستطيع ، وكل ذلك فى تجاوز صريح وواضح للقواعد والقوانين التى تواضع عليها العالم ، وفى خرق فاضح لكل أسس العدالة والقانون والحق والانصاف ، والعالم المنافق صامت ، والمؤسسات الجبانة صامتة ، فى هذا الوضع الذى لايعرف الا منطق القوة ، ولايخضع الا لموازين
القوى نشاهد تنمرا كبيرا مستمرا من القوى الكبرى وعلى رأسها امريكا تجاه إيران ، فى محاولة لمنعها من حقها الطبيعى فى التطوير وبناء القدرات وتنمية نفسها ، ويراد لها أن تخضع وتسلم وتمضى وفقا لما يريدونه ، وغير مسموح لها بمعارضة ما يتبنون
من سياسات ويعلنون من مواقف ورؤى ، فى استبداد واستكبار واضحين ، ومنع إيران من رفع راية استقلالها حتى لا تكون نموذجا يحتذى من الآخرين ، ويسهل قول لا لأمريكا ومعارضة هيمنتها واستعلائها ، وما الحرب والحصار المطبق والعقوبات المشددة والتآمر والحرب طوال سنى عمر الثورة الإسلامية فى ايران ، ما ذلك إلا لترويضها ومنعها من السير فى طريقها الذى اختطته لنفسها وارادت أن تمضى فيه .
وقد أدركت إيران أنه لا سبيل لمقارعة الاستكبار ومواجهة الحرب الظالمة عليها والتهديدات المتواصلة بحقها لاسبيل الا ببناء ذاتها وتطوير قدراتها الدفاعية ، لذا ترفض بشكل مطلق أى نقاش ولو باى مستوى فى برنامجها الصاروخى وقدراتها التسليحية ، وفى كل مناسبة كانت إيران تؤكد على هذه الفكرة عمليا وليس فقط بالكلام .
ومن هذه التأكيدات الإيرانية ما تم الكشف عنه يوم الاثنين الماضى وتزامنا مع يوم الجيش من تصنيع إيران لطائرة مسيرة متطورة جيدا وبمواصفات عالية جدا وقد تكون غير مسبوقة ، ففى طهران تم استعراض أحدث الطائرات المسيرة للجيش الايراني “كمان 22” لأول مرة ، وذلك أثناء العرض العسكري المقام بمناسبة يوم الجيش
وتعتبر الطائرة المسيرة “كمان 22” طائرة استراتيجية ومتعددة المهام وهي اول طائرة مسيرة عملاقة وقتالية للجيش الايراني وتستطيع التحليق لـ 24 ساعة متواصلة ومداها العملياتي ثلاثة آلاف كيلومتر .
وتستطيع طائرة “كمان 22” المسيرة التحليق حتى ارتفاع 8 آلاف متر وهي قادرة على حمل أنواع الذخائر والصواريخ الموجهة بالليزر والصواريخ الذكية، كما لديها القدرة على الرصد والمراقبة وجمع المعلومات وتصوير الأهداف البعيدة.
ويبلغ وزنها طنا ونصف الطن وتحمل 300 كيلوغرام من الأسلحة والذخائر وهي مزودة بأسلحة قتالية واجهزة تصوير ومعدات الحرب الالكترونية ، وتم تصميمها حسب المواصفات العملياتية المطلوبة للقوات الجوية للجيش ، وتحمل 4 قنابل من فئة قائم بالاضافة الى صاروخين ذكيين، كما تم تزويدها بمنظومة التشويش “ايكس باند” .
وتعتبر هذه الطائرة المسيرة شبيهة بالطائرة الاميركية ام كيو 9 وتخضع الان لمرحلة الاختبار النهائي، وقد استخدمها الجيش الايراني حتى الان في عمليات التوجيه والتحكم ومراقبة منطقة المناورات.
ويبلغ طولها ستة أمتار ونصف وارتفاعها مترين ونصف، وطول جناحيها 17 مترا، وازداد مداها بـ 2000كيلومتر قياسا مع نماذجها الاولية.
وتفيد بعض المصادر أنها أول طائرة مسيرة قتالية في العالم يصل مداها إلى 3000 كم.
أنه منطق القوة الذى يعرفه العالم ولايعترف بغيره ، وقد سارت عليه إيران فارضة احترامها على العالم أجمع .
سليمان منصور