أخبار السودان :
يتحارب العسكر ويدفع الأبرياء الثمن
منذ أن اندلعت الحرب الحالية بين الجيش والدعم السريع ، والوطن هو الخاسر ، والمواطن المسكين هو الذى يدفع الثمن ، بينما يصفى العسكر خلافاتهم عن طريق القوة ، وهم فى صراعهم هذا إنما يخدمون مصالحهم الخاصة ، ولا علاقة لهم بمصالح الشعب ، واى حديث لهم فى هذا الباب إنما هو كذب محض.
اليوم وقد انتهى اليوم الثالث للصراع المسلح ، فهاهى قطاعات واسعة من الجماهير وبالذات فى ولاية الخرطوم – ميدان الصراع الاساسى – تعانى من انقطاع التيار الكهربائي ، وتذبذب فى امدادات المياه ، والذين يسكنون قريبا من مواقع القتال لايستطيعون الخروج لممارسة حياتهم بشكل طبيعى ، علاوة على انهم أصبحوا لايستطيعون الوصول إلى المستشفيات ، وبحسب كثير من الافادات فان جثثا موزعة فى الشوارع لايستطيع الناس سترها وجرحى يصعب عليهم الوصول لمراكز تلقى الخدمات الطبية ، وفى هذه الظروف العصبية نقرأ مناشدات المستشفيات مابين مطالبين بامدادات الوقود كالمستشفى الدولى فى بحرى لان نفاذ مخزونه من الوقود يعنى توقف مولدات الكهرباء بعد ان انقطعت عنه الكهرباء العامة ، ومستشفيات أخرى تناشد المحاربين بفتح ممرات آمنة تضمن وصول الطواقم الطبية إلى مراكز تقديم الخدمة ، ومستشفيات أخرى خرجت عن الخدمة تماما بسبب تعرضها للقصف او انقطاع الماء والكهرباء ، وهذه المشاكل التى واجهها المواطنون فى القطاع الصحى اتخذت منحى اخر فبعض مرضى الكلى فيهم من لم يستطع الوصول إلى المستشفيات لحصص الغسيل المقررة سلفا ، واخرون وصلوا إلى المستشفيات ووجدوها عاجزة عن تقديم الخدمة ، وقريبا من مواقع الاشتباكات هناك أطفال عالقون فى مستشفى جعفر بن عوف ، ومرضى عالقون فى مستشفى امبريال ، فى قلب ميدان المعركة ، وفى مدارس كمبونى بشارع القصر هناك 400 تلميذ مع اساتذتهم وعمال المدرسة عالقون فى مدرستهم.
هذه صورة من معاناة الجمهور من حرب الجنرالات إذ يصطرع العسكر ويدفع الأبرياء الثمن.
سليمان منصور