يا لبؤس من يؤمل خيرا في أمريكا
من السذاجة والغباء ان يكون هناك أحد فى هذا العالم يظن – مجرد ظن – ان أمريكا يمكن أن تفعل خيرا او تفى بوعد او تقدم خدمة لجهة او تهتم لامر ليست لها فيه مصلحة ، وليس من اشكال فى ان تراعى اى جهة مصالحها وتراعى هذا الأمر عند إقامتها العلاقات مع الآخرين ، لكن أمريكا تحديدا لم تكن فى يوم من الايام من الذين يمكن التعويل عليهم أو تصديقهم او البناء على اى توافق معهم ، فهى تنقض الاتفاقات ولاتراعى المواثيق ، ومن عجب ان نرى حكومتنا تسارع فى اغتنام اى سانحة للتقارب مع أمريكا دون مراعاة لسجل الادارات الأمريكية المتعاقبة فى نقض الاتفاقات وعدم احترام العهود والمواثيق ، وآخرها المواثيق التى أعطيت لحكومة حمدوك ان يتم اغداق العطايا عليها وتسهيل الاستثمار فى السودان ان تم سداد المبالغ المحكوم بها علينا فى قضايا تفجير سفارتى نيروبى ودار السلام والمدمرة يو اس اس كول فى عدن ، وتم تجميع المبلغ بصورة صعبة
وعانى الشعب كثيرا من هذا الأمر (تجميع الأموال ودفعها للامريكان) وانعكس ذلك سلبا على واقع الناس وحياتهم ، وكان حمدوك ورهطه يؤملون ان تنفرج الأمور لكن لم ير النفس خيرا من جراء هذا التصرف ، وازدادت الأوضاع سوءا بسبب نكوص
الامريكان عن الوفاء بالتزاماتهم ، ومع ذلك نرى البعض مازالوا يؤملون فيهم خيرا ، ويرجون ان تنصلح الأمور ، وهؤلاء ان أحسنا الظن بهم لقلنا انهم سذج غافلون.
نقول ذلك ونحن نقرأ الخبر التالى :
في تطورات سريعة للعلاقات السودانية الأمريكية وزير الداخلية السوداني يقود وفداً رفيعاً إلى أمريكا
وبحسب صحيفة مونتي كاروو فقد غادر وفد رفيع المستوى من وزارة الداخلية السودانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لحضور قمة الأمم المتحدة الثالثة لرؤساء الشرطة وكبار ممثلي المنظمات الشرطية الإقليمية والمهنية (UNCOPS 2022) ، وذلك بمقر الأمم المتحدة في الفترة من 31 أغسطس إلى 1 سبتمبر 2022 للمشاركة في تعزيز السلام والأمن الدوليين
وأفادت مصادر عليمة لمونتي كاروو أنه في مساء الاثنين الموافق ٢٩ أغسطس صعد على متن الخطوط الإماراتية وفد من الحكومة السودانية متجهاً إلى دبي التي وصلها منتصف ليل ذات اليوم ليغادر منها صباح الثلاثاء إلى أمريكا. وضم الوفد بحسب معلومات مونتي كاروو 7 أعضاء بقيادة الفريق أول عنان حامد محمد عمر مدير عام قوات الشرطة ووزير الداخلية المكلف يرافقه كل من اللواء شرطة محمد سر الختم (المكتب التنفيذي)، اللواء شرطة فضل عبدة فضل (مدير الادارة العامة للشرطة الامنية)، العميد شرطة محمد احمد ابكر (العلاقات العامة والتعاون الدولي)، العقيد شرطة هيمن عمر (مكتب وزير الداخلية)، الرائد شرطة محمد عبد المنعم (مراسم الشرطة)،
وأكدت مصادر ذات صلة بالعلاقات بين البلدين لمونتي كاروو بأن تفاهمات محدودة تجري بين السودان والولايات المتحدة بعد توترات سادت عقب انقلاب البرهان في 25 أكتوبر 2021، وتأتي هذه الزيارة في أعقاب وصول أول سفير للولايات المتحدة الأمريكية في الخرطوم بعد أكثر من ثلاثة عقود، وتعد زيارة الوفد السوداني الأولى من نوعها لقيادة الشرطة ووزارة الداخلية السودانية إلى أمريكا منذ العقوبات الأمريكية التي صدرت في مارس الماضي ضد قوات الاحتياطي المركزي أحد أذرع الشرطة السودانية، حيث فرضت الولايات المتحدة تلك العقوبات بسبب ما اعتبرته انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، واتهمت حينها قوات الاحتياطي المركزي باستخدام القوة المفرطة ضد متظاهرين يحتجون سلمياً وبشكل متواصل على الانقلاب العسكري. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في وقت سابق إن قوات الاحتياطي المركزي، وهي جزء من الشرطة، كانت في صدارة قوات الأمن السودانية التي لجأت إلى “الرد العنيف” والعنف المفرط في التعامل مع الاحتجاجات السلمية في الخرطوم.
وأشارت المصادر إلى أن تعاوناً استخبارياً وأمنياً يجري تطويره بين البلدين في عدد من الملفات، وبحسب إفادات أمريكية تحصلت عليها مونتي كاروو فإن التوجهات الأمريكية في الملف السوداني بدأت تأخذ الطابع المهادن، وأن سياسات الإدارة الأمريكية تجاه السودان أصبحت تعطي الأولوية لتثبيت الاستقرار في السودان عوضاً عن التحول المدني الكامل وفق مطالب لجان المقاومة وقوى مدنية مؤثرة في المشهد السوداني.
وكان برايان نيلسون وكيل وزارة الخزانة الامريكية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية قد ذكر: (منذ استيلاء الجيش على السلطة في 25 أكتوبر، استخدمت شرطة الاحتياطي المركزي في السودان القوة المفرطة والعنف بهدف إسكات النشطاء والمحتجين المدنيين). وتعتبر قوات الاحتياطي المركزي، فرقة مدججة بالسلاح من الشرطة، تم تفعيل مهامها القتالية خلال حرب دارفور التي قُتل فيها نحو 300 ألف شخص، ويواجه الرئيس المخلوع عمر البشير وعدد من مساعديه اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية، بضلوعه في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية في إقليم دارفور.
وتشير مجريات الأحداث إلى أن الدولة العظمي أصبحت ترى في تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في السودان وتباعد المواقف بين الفرقاء السودانيين سيودي بالبلاد نحو مآلات قد تهدد الأمن الداخلي بشكل غير مسبوق، كما سيؤثر ذلك على المحيط الإقليمي ما يسمح بتمدد أكبر لقوى أخرى غير مرغوب فيها لدى الجانب الأمريكي.
سليمان منصور