مرة أخرى فتح نائب القائد العام للجيش وعضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن ياسر العطا النار على الإمارات، ومضى إلى أبعد من التصريحات متوعدًا بمقاضاتها لدى المنظمات الدولية.
جاءت تصريحات العطا التي نقلها مكتب والي الخرطوم، أمس الأحد، في خضم حرب عنيفة تدور بين الجيش والدعم السريع حيث يتهم هذا الجنرال الإمارات بتوفير الإمداد والتسليح لقوات الدعم السريع عبر مطارات في تشاد وأفريقيا الوسط.
باحث سياسي: هذا المسار قد يكون ورقة ضغط بالنسبة للسودان
اتهامات العطا بحق الإمارات صدرت لأول مرة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2023 في خطاب أمام الجنود والضباط بأم درما،ن ومنذ ذلك الوقت جرت مياه تحت جسر البلدين وصلت حدود سحب الدبلوماسيين من سفارتيهما في بورتسودان وأبوظبي ووصلت حدود المقاطعة السياسية بين حكومة السودان في ولاية البحر الأحمر والإمارات على الرغم من توقف التصريحات العنيفة بين البلدين في الشهرين الأخيرين.
ويرى الباحث في العلاقات الدولية حذيفة كمال في حديث لـ”الترا سودان”، أن تصريحات ياسر العطا الأخيرة بشأن مقاضاة الإمارات جاءت نتيجة لصمود “الدعم السريع” لعشرة أشهر اعتمادًا على التسليح من جانب الإمارات لذلك فإن هذا المسار قد يكون ورقة ضغط بالنسبة للسودان.
وفي ذات الوقت يعتقد حذيفة كمال أن اللجوء إلى المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن الدولي قد يؤدي إلى إطالة أمد النتائج المنتظرة في هذا الصدد، خاصة وأن في مثل هذه الحالات يقوم مجلس الأمن بتكوين لجنة أممية للتأكد من صحة المعلومات الواردة في شكوى السودان ضد الإمارات.
وأردف كمال: “يمكن التحرك في هذا الملف عبر جامعة الدول العربية وإحراج الإمارات دبلوماسيًا على الأقل”.
وفي تقرير نشرته وكالة “رويترز” قالت الإمارات في رسالة للمراقبين الذين صاغوا التقرير إن (122) رحلة جوية أوصلت مساعدات إنسانية إلى أم جرس لمساعدة السودانيين الفارين من الحرب.
وقال مسؤول إماراتي لرويترز إنه وجه دعوة لمراقبي الأمم المتحدة لزيارة مستشفى ميداني في أم جرس “للتعرف بشكل مباشر على الجهود الإنسانية التي تبذلها الإمارات العربية المتحدة للمساعدة في تخفيف المعاناة الناجمة عن الصراع الحالي”.
تقرير الأمم المتحدة الذي أشار إليه عضو السيادي قال إن الدعم السريع اعتمدت على شبكة مالية معقدة في دعم مجهودها الحربي في السودان، بجانب المجتمعات العربية الحليفة، وخطوط الإمداد العسكرية الجديدة التي تمر عبر تشاد وليبيا وجنوب السودان.
ويقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية مصعب محمد علي في حيدث لـ”الترا سودان”: إنه على الرغم من إثبات تقرير الأمم المتحدة دعم الإمارات للدعم السريع، لكن أعتقد أن مقاضاة السودان للإمارات تحتاج لعمل دبلوماسي من خلاله يتم شرح هذا الدعم وتوضيحه حتى تجد الدولة دعمًا في المنظمات الإقليمية والدولية خاصة في مجلس الأمن.
ويعزو محمد علي صعوبة التحرك السوداني في هذا المسار إلى تضارب المصالح بين الدول التي قد تجعل بعض الأطراف الدولية تغض الطرف عن الدعم ومساندة السودان دبلوماسيًا.
أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية مصعب محمد علي: “لا أعتقد أن السودان في الوقت الحالي لديه القوة السياسية والدبلوماسية لمقاضاة الإمارات لكن يمكن أن يلفت نظر مجلس الأمن للدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع
ويضيف قائلًا: “لا أعتقد أن السودان في الوقت الحالي لديه القوة السياسية والدبلوماسية لمقاضاة الإمارات لكن يمكن أن يلفت نظر مجلس الأمن للدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع”.
وأردف محمد علي بالقول: “في الوقت الحالي أتوقع أن يحاول السودان المناورة بهذا الملف سياسيًا ومن خلاله يتم تحييد الإمارات عن تقديم الدعم العسكري للدعم السريع، وفي حال فشل ذلك أتوقع أن يظل هذا الملف مفتوحًا ويمكن مقاضاتها فيما بعد”.
المصدر: الترا السودان